351
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

فَقالَ : يا جابِرُ ، لا أزالُ عَلى مِنهاجِ أبوَيَّ مُؤتَسِيا بِهِما حَتَّى ألقاهُما .
فَأقبَلَ جابِرٌ عَلى مَن حَضَرَ فَقالَ لَهُم : ما رُئيَ مِن أولادِ الأنبِياءِ مِثلُ عَليِّ بنِ الحُسينِ ، إلَا يوسُفَ بنَ يَعقوبَ ، وَاللّهِ لَذُرِّيَّةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ أفضَلُ مِن ذُرِّيَّةِ يوسُفَ . ۱

ب ـ استِمرارُ العَمَلِ

۲۲۰۰.الترغيب والترهيب عن عائشة :كانَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَصيرٌ ، وكانَ يَحجُزُه بِاللَّيلِ فَيُصَلِّي عَلَيهِ ، ويَبسُطُهُ بِالنَّهارِ فَيَجلِسُ عَلَيهِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثوبونَ ۲ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ حَتَّى كَثُروا ، فَأقبَلَ عَلَيهِم فَقالَ : يا أيُّها النَّاسُ ، خُذوا مِنَ الأعمالِ ما تُطيقونَ ، فَإنَّ اللّهَ لا يَمَلُّ حَتّى تَمَلُّوا ، وإنَّ أحَبَّ الأعمالِ إلَى اللّهِ ما دامَ وإن قَلَّ . ۳

ج ـ شِدَّةُ مَحَبَّةِ الصَّلاةِ

۲۲۰۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ قُرَّةَ عَيني فِي الصَّلاةِ ، وحَبَّبَها إلَيَّ كَما حُبِّبَ إلَى الجائِعِ الطَّعامُ ، وإلَى الظَّمآنِ الماءُ ، فَإِنَّ الجائِعَ إذا أكَلَ الطَّعامَ شَبِعَ ، وإذا شَرِبَ الماءَ رَوِيَ ، وأنا لا أشبَعُ مِنَ الصَّلاةِ . ۴

د ـ الاهتِمامُ بالصِّيامِ

۲۲۰۲.الإمام الصّادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوَّلَ ما بُعِثَ يَصومُ حَتَّى يُقالَ : ما يُفطِرُ، ويُفطِرُ حَتَّى يُقالَ : ما يَصومُ ! ثُمَّ تَرَكَ ذلكَ وصامَ يَوما وأفطَرَ يَوما وهوَ صَومُ داودَ عليه السلام ، ثُمَّ

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۷۸ ح ۷۵ .

2.يَثوبون : أي يرجعون (النهاية : ج ۱ ص ۲۲۱ «ثوب») .

3.الترغيب والترهيب : ج۴ ص۱۲۸ ح۱ .

4.الأمالي للطوسي : ص ۵۲۸ ح ۱۱۶۲ عن أبي ذرّ ، بحارالأنوار : ج ۸۲ ص ۲۳۳ ح ۵۸ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
350

ما لا يَخفى عَلَيكَ . وفي خَبرٍ : لا تَرُدَّني عَن بابِكَ .
وأتَت فاطِمَةُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام إلى جابِرِ بنِ عَبدِاللّهِ ، فَقالَت لَهُ : يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ لَنا عَلَيكُم حُقوقا ، ومِن حَقِّنا عَلَيكُم إذا رَأيتُم أحَدَنا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهادا أن تُذَكِّروهُ اللّهَ ، وتَدعوهُ إلَى البُقيا عَلى نَفسِهِ ، وهذا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بَقيَّةُ أبيهِ الحُسَينِ ، قَدِ انخَرَمَ أنفُهُ ، ونَقِبَت جَبهَتُهُ ورُكبَتاهُ وراحَتاهُ ، أذابَ نَفسَهُ فِي العِبادَةِ !
فَأتى جابِرٌ إلى بابِهِ وَاستأذَنَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيهِ وَجَدَهُ في مِحرابِهِ قَد أنصَبَتهُ ۱ العِبادَةُ ، فَنَهَضَ عَلِيٌّ فَسَألَهُ عَن حالِهِ سُؤالاً حَفِيَّا ، ۲ [ثُمَّ] ۳ أجلَسَهُ بِجَنبِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ جابرٌ يَقولُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ، أما عَلِمتَ أنَّ اللّهَ إنَّما خَلَقَ الجَنَّةَ لَكُم ولِمَن أحَبَّكُم ، وخَلَقَ النَّارَ لِمَن أبغَضَكُم وعاداكُم ؟ فَما هذا الجَهدُ الَّذي كَلَّفتَهُ نَفسَكَ ؟ !
فَقالَ لَهُ عَليُّ بنُ الحُسَينِ : يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ ، أما عَلِمتَ أنَّ جَدَّي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ ، فَلَم يَدَعِ الاجتِهادَ لَهُ ، وتَعَبَّدَ ـ بِأبي هُوَ وأُمِّي ـ حَتَّى انتَفَخَ السَّاقُ ووَرِمَ القَدَمُ ، وقيلَ لَهُ : أتَفعَلُ هذا وقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأخَّرَ ؟! قالَ : أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا ؟!
فَلَمَّا نَظَرَ إلَيهِ جابِرٌ ولَيسَ يُغني فيهِ قَولُ قائِلٍ ، قالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، البُقيا عَلى نَفسِكَ ؛ فَإنَّكَ مِن أُسرَةٍ بِهِم يُستَدفَعُ البَلاءُ ، وتُستَكشَفُ اللَأواءُ ، وبِهِم تُستَمسَكُ السَّماءُ .

1.النَّصَب : التَّعَب (النهاية : ج ۵ ص ۶۲ «نصب») .

2.في المصدر : «خفيّا» ، والتصويب من بحار الأنوار . قال ابن الأثير : يقال : أحفى فلانٌ بصاحبه وحَفِيَ به وتحفّى : أي بالغَ في بِرِّه والسؤال عن حاله ( النهاية : ج ۱ ص ۴۰۹ « حفا » ) .

3.ما بين المعقوفين سقط من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6608
صفحه از 686
پرینت  ارسال به