345
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

لَخَليقانِ لَها وإنَّهُ لَمِن أحَبِّ النّاسِ إلَيَ آلاً ۱ ، فَاُوصيكُم بِاُسامَةَ خَيرا . ۲

ه ـ حِمايةُ المُستضعفينَ

الكتاب

«وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» . ۳

«وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْ ءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّــلِمِينَ» . ۴

الحديث

۲۱۸۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أبغونِي الضُّعَفاءَ، فَإنَّما تُرزَقُونَ وتُنصَرونَ بِضُعَفائِكُم . ۵

۲۱۹۰.عنه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم بِشَرِّ عِبادِ اللّهِ ؟ الفَظُّ المُتَكبِّرُ، ألا اُخبِرُكم بِخَيرِ عِبادِ اللّهِ ؟ الضَّعيفُ المُستَضعَفُ . ۶

۲۱۹۱.الإمام عليّ عليه السلام :[قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] : ألا ومَنِ استَخَفَّ بِفَقيرٍ مُسلمٍ فَقدِ استَخَفَّ بِحَقِّ اللّهِ ،

1.الآل : اسم وهو تمييز لقوله : «أحب» . وقد ضبطت في جميع النسخ المطبوعة والمحققة للكتاب هكذا «آلاً» ، لكن احتمل البعض أن تكون حرف تنبيه «ألا» وقد دخل على الفعل «فاُوصيكم» .

2.الطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۲۴۹ .

3.الكهف : ۲۸.

4.الأنعام : ۵۲ . كان سبب نزولها أنّه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمَّون أصحاب الصُّفّة، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يتعاهدهم بنفسه ويقرّبهم ويَقعد معهم ويؤنسهم ، وكان إذا جاء الأغنياء والمترفون ينكرون عليه ذلك ، ويقولوا له : اطرُدهم عنك ، ... فقال رجل من الأنصار يوما وقد لَزِق رجل من أصحابه به يحدّثه ، فقال الأنصاريّ : اطرُد هؤلاء عنك! فأنزل اللّه : «وَلَا تَطْرُدِ ...» ، بحار الأنوار : ج ۷۲ ص ۳۸ ملخّصا.

5.سنن أبي داوود : ج ۳ ص ۳۲ ح ۲۵۹۴ عن أبي الدرداء .

6.كنز العمّال : ج ۳ ص ۱۵۵ ح ۵۹۴۴ نقلاً عن مسند ابن حنبل عن حذيفة .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
344

وكان من الطبيعي أن يثير مثل هذا القرار حفيظة وجهاء مكّة وكبرائها ، فكتب النّبي صلى الله عليه و آله كتابا طويلاً توقّيا لاعتراضهم جاء في آخره:
ولا يَحتَجَّ مُحتَجٌّ مِنكُم في مُخالَفَتِهِ بِصِغَرِ سِنِّهِ فَلَيسَ الأَكبَرُ هُوَ الأَفضَلَ ، بَلِ الأَفضَلُ هُوَ الأَكبَرُ . ۱
هذا وقد بقي عتّاب بن أسيد واليا على مكّة إلى آخر حياة النّبي صلى الله عليه و آله ، وكان حَسنِ التدبير والولاية.

د ـ قائدُ حَربِ الرُّومِ ، شابٌّ في الثامنة عشرَةَ

استنفر النّبيّ صلى الله عليه و آله في أواخر حياته لقتال دولة الروم العظمى، فانخرط في جيش المسلمين كبار قوّاد جيشه صلى الله عليه و آله ووجوه المهاجرين والأنصار.
وكان من البديهي أن يولّي أمر هذا الجيش أكثر قوّاده كفاءة. فأمّر عليه اُسامة بن زيد بعد أن دعاه ، وكان له من العمر آنذاك ثمانية عشرة عاما. ۲
يقع هذا القرار محلّاً لاعتراض وجوه الصحابة سيما في تلك الظروف السياسية الحسّاسة، ۳ فكشفوا عمّا في الضمير وبسطوا ألسنتهم بالقول: فَتَكَلَّمَ قَومٌ وقالوا : يُستَعمَلُ هذَا الغُلامُ عَلَى المُهاجِرينَ الأَوّلينَ . ۴
فلمّا بلغ النّبي صلى الله عليه و آله ذلك خرج فرقى المنبر مغضبا ، فقال بعد الحمد والثناء:
إنَّ النّاسَ قَد طَعَنوا في إمارَةِ اُسامَةَ ، وقَد كانوا طَعَنوا في إمارَةِ أبيهِ مِن قَبلِهِ ، وإنَّهُما

1.بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۱۲۳ ح ۲۰ .

2.الطبقات الكبرى : ج ۴ ص ۶۶ .

3.راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۲ ( القسم الثالث / الفصل الحادي عشر : غاية جهد النبيّ في تعيين الوليّ / إنفاذ جيش اُسامة ) .

4.الطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۱۹۰ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6320
صفحه از 686
پرینت  ارسال به