27
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

الظاهريّة. أَمّا الحياة والموت المعنويّان فهما حياة القلوب وموتها إِذ إِنّ مصدر الحياة المعنويّة الحكمة والفضائل الأَخلاقيّة وعناية اللّه ومصدر الموت المعنويّ اتّباع الأَهواء ، والمعاصي ، والجهل .
إِنّ اللّه ـ جلّ شأنه ـ منشئ الحياة والموت الظاهريّين ، وكذلك منشئ الحياة المعنويّة. أَمّا مصدر الموت المعنويّ فالإنسان نفسه وإِرادته للسوء .

الكتاب

« لَهُ مُلْكُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ يُحْيى وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ » . ۱

« أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِى حَآجَّ إِبْرَ هِيمَ فِى رَبِّهِ أَنْ ءَاتَـاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَ هِيمُ رَبِّىَ الَّذِى يُحْيى وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيى وَ أُمِيتُ قَالَ إِبْرَ هِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِى بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّــلِمِينَ * أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيى هَـذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِاْئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِاْئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَ هِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » . ۲

« يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ » . ۳

« مَنْ عَمِلَ صَــلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم

1.الحديد : ۲.

2.البقرة : ۲۵۸ ـ ۲۶۰.

3.الأنفال : ۲۴.


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
26

الموت ۱ . «المميت» اسم فاعل من أَمات ، يُميت ، من مادّة «موت» وهو يدلّ على ذهاب القوّة من الشيء. منه الموت خلاف الحياة . ۲ فالمحيي والمميت هو الذي أَعطى الحياة والموت .

المحيي والمميت في القرآن والحديث

وردت صفة «المحيي» في القرآن الكريم مرّتين ، ولفظها «لَمُحْىِ الْمَوْتَى» ۳ ، ونُسبت صفة الإحياء إِلى اللّه بشكل فعليّ سبعا وأَربعين مرّةً ، ولم ترد صفة «المميت» في القرآن الكريم، أَمّا صفة الإماتة فقد نُسبت إِلى اللّه سبحانه بشكل فعليّ عشرين مرّةً.
وقد تكرّرت عبارة «يُحيي ويُميت» في القرآن الكريم تسع مرّات ۴ ، وجاء مضمون جملة «يُحيي اللّه الموتى» سبع مرّات ۵ ، ومعنى «إِخراج الحيّ من الميّت» وبالعكس في أَربع آيات ۶ ، ومعنى «إِحياء الأَرض بعد موتها» تسع مرّات . ۷
لقد ذكر القرآن الكريم والأَحاديث أَنّ اللّه تعالى مصدر الحياة والموت ، لكنّ الحياة والموت وردا بمعنيين ظاهريّ ومعنويّ ، والقصد من الحياة والموت الظاهريّين حياة الأَرض والنبات والحيوان والإنسان وموتها ، ومن آثار هذه الحياة التغذّي ، والنموّ ، والإدراك ، والقدرة ، ومن آثار الموت الظاهريّ انعدام آثار الحياة

1.معجم مقاييس اللغة : ج ۲ ص ۱۲۲ .

2.معجم مقاييس اللغة : ج ۵ ص ۲۸۳ .

3.الروم : ۵۰ ، فصّلت : ۳۹ .

4.البقرة: ۲۵۸ ، آل عمران : ۱۵۶ ، الأعراف: ۱۵۸ ، التوبة : ۱۱۶ ، يونس : ۵۶ ، المؤمنون : ۸۰ ، غافر : ۶۸ ، الدخان : ۸ ، الحديد : ۲ .

5.الروم : ۵۰ ، فصّلت : ۳۹ ، الحجّ : ۶ ، الشورى : ۹ ، الأحقاف : ۳۳ ، القيامة : ۴۰ ، يس : ۱۲ .

6.آل عمران : ۲۷ ، الأنعام : ۹۵ ، يونس : ۳۱ ، الروم : ۱۹ .

7.البقرة : ۱۶۴ ، النحل : ۶۵ ، العنكبوت : ۶۳ ، الجاثية : ۵ ، فاطر : ۹ ، الروم : ۱۹ ، ۲۴ ، ۵۰ ، الحديد : ۱۷ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6352
صفحه از 686
پرینت  ارسال به