149
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

لا يُغني حَذَرٌ مِن قَدَرٍ ، وَالدُّعاءُ يَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم يَنزِل . ۱ صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِي المالِ ، مَحَبَّةٌ فِي الأَهلِ ، مَنسَأَةٌ فِي الأَجَلِ . ۲
كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام :
إنَّ اللّهَ يَدفَعُ الأَمرَ المُبرَمَ . ۳
وأمثال هذه الروايات كثيرة للغاية في مصادر أهل السنّة، على هذا فإنّ منكري البداء لابدّ وأن ينكروا جميع هذه الأحاديث.

البداء من منظار الوجدان والعقل

يدرك كلّ إنسان من خلال الرجوع إلى ضميره أنّ وضعه الحالي من الممكن أن يكون بشكل آخر ، على سبيل المثال : فإن كان فقيرا فمن الممكن أن يكون غنيّا ، وإن كان سقيما فمن الممكن أن يكون سليما وهكذا ، لذلك فإنّه يطلب من اللّه في أدعيته أن يغنيه ويعافيه ، وهذا التغيير في التقدير ماهو في الحقيقة إلّا البداء.
من جهة اُخرى فإنّ العقل يثبت جميع الكمالات للّه سبحانه ، ومن جملة الكمالات القدرة المطلقة ، واستنادا إلى القدرة المطلقة، فإنّ اللّه بإمكانه أن يغيّر هذا التقدير حتّى بعد تعيين التقدير الخاص ؛ كفقر زيد أو مرض عمرو مثلاً ، فهو قادر على أن يغني ويعافي زيدا وعمرا ، وإنّ ما نقوله من أنّ اللّه لا يعود بإمكانه أن يغيّر التقدير بعد إبرامه، هو تحديد لقدرة اللّه وسلب لكمال من كمالاته وهذا ما يخالف صريح حكم العقل .

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۶۶۹ ح ۱۸۱۳ .

2.المعجم الأوسط : ج ۸ ص ۱۴ ح ۷۸۱۰ .

3.كنز العمّال : ج ۱ ص ۳۴۳ ح ۱۵۵۶ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
148

كما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّ صلة الرحم تؤدّي إلى زيادة الثروة والمحبّة في الأهل وتأخير الأجل :
صِلَةُ القَرابَةِ مَثراةٌ فِي المالِ ، مَحَبَّةٌ فِي الأَهلِ ، مَنسَأَةٌ فِي الأَجَلِ . ۱

۲ . البداء في الشقاء والسعادة

وروي أيضا عن النبيّ صلى الله عليه و آله في تفسيره لتلك الآية:
الصَّدَقَةُ وَاصطِناعُ المَعروفِ وصِلَةُ الرَّحِمِ وبِرُّ الوالِدَينِ ، يُحَوِّلُ الشَّقاءَ سَعادَةً ، ويَزيدُ مِنَ العُمُرِ ، ويَقي مَصارِعَ السَّوءِ . ۲

۳ . البداء في مطلق القضاء والقدر

ورد في الأحاديث الكثيرة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله تأكيدُ دور الدعاء في تغيير العاقبة المقدّرة للإنسان ، ومنها الأحاديث التالية:
الدُّعاءُ يَرُدُّ القَضاءَ ، وللّهِِ في خَلقِهِ قَضاءانِ : قَضاءٌ ماضٍ ، وقَضاءٌ مُحدَثٌ . ۳
لا يَرُدُّ القَدَرَ إلَا الدُّعاءُ . ۴
لا يَرُدُّ القَضاءَ إلَا الدُّعاءُ . ۵
الدُّعاءُ جُندٌ مِن أجنادِ اللّهِ تَعالى مُجَنَّدٌ ، يَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن يُبرَمَ . ۶ يا بُنَيَّ ، أكثِر مِنَ الدُّعاءِ ، فَإِنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ . ۷

1.المعجم الأوسط : ج ۸ ص ۱۴ ح ۷۸۱۰ ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۵۸ ح ۶۹۲۵ .

2.الفردوس : ج ۵ ص ۲۶۲ ح ۸۱۳۰ عن الإمام علي عليه السلام ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۴۴۳ ح ۴۴۵۰ .

3.الفردوس : ج ۲ ص ۱۱ ح ۲۰۹۰ ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۴۷۵ ح ۴۵۵۲۰ .

4.سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۳۵ ح ۹۰ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۶۷۰ ح ۱۸۱۴ .

5.. مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۷ ح ۱۹۷۸ ، مسند الشهاب : ج ۲ ص ۳۵ ح ۵۴۵ .

6.اُسد الغابة : ج ۵ ص ۳۳۸ الرقم ۵۲۹۷ .

7.تاريخ بغداد : ج ۱۳ ص ۳۶ الرقم ۶۹۹۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5967
صفحه از 686
پرینت  ارسال به