147
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

كَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها ، ثُمَّ كَتَبَها لِأَبنائِهِم فَدَخَلوها ، وَاللّهُ يَمحو ما يَشاءُ ويُثبِتُ وعِندَهُ اُمُّ الكِتابِ . ۱
وروي عنه أيضا :
كانَ في عِلمِهِ أنَّهُم سَيَعصونَ ويَتيهونَ أربَعينَ سَنَةً ، ثُمَّ يَدخُلونَها بَعدَ تَحريمِهِ إيّاها عَلَيهِم . ۲
يصرّح الإمام الصادق عليه السلام في الحديثين السابقين : إنّ البداء كان في كتاب التقديرات ، لا في علم اللّه الذاتي ، وذلك لأنّ كلّاً من التقدير السابق، وكذلك ذنب بني إسرائيل وكذلك التغيير في التقدير السابق وإثبات التقدير الجديد، كلّ ذلك كان في علم اللّه الذاتي والأزلي .
ومن جملة البداء، البداء في ذبح إسماعيل. ۳

نماذج من البداء في روايات أهل السنّة

نشير هنا إلى نماذج من طرح مسألة البداء في الأحاديث الّتي جاءت في مصادر أهل السنّة كي يتّضح لنا أنّ هذه المسألة لا تقتصر على روايات أتباع أهل البيت عليه السلام :

۱ . البداء في زيادة الرزق ونقصانه والأجل والمحبّة

روي في مصادر أهل السنة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تفسير الآية: «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ» :
يَمحُو مِنَ الرِّزقِ ويَزيدُ فيهِ ، ويَمحو مِنَ الأَجَلِ ويَزيدُ فيهِ . ۴

1.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۷۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۱۸۱ ح ۱۴ .

2.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۰۶ ح ۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۱۸۲ ح ۱۷ .

3.راجع: الصافّات: ۱۰۲ ـ ۱۰۷ ، التوحيد : ص ۳۳۶ .

4.الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۵۷۴ ، تفسير ابن كثير : ج ۴ ص ۳۹۱ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
146

وروي عن الإمام الباقر عليه السلام بيان كيفية البداء كالتالي:
إنَّ يونُسَ لَمّا آذاهُ قَومُهُ دَعَا اللّهَ عَلَيهِم ، فَأَصبَحوا أوَّلَ يَومٍ ووُجوهُهُم مُصفَرَّةٌ وأصبَحُوا اليَومَ الثّانِيَ ووُجوهُهُم سودٌ ، قالَ : وكانَ اللّهُ واعَدَهُم أن يَأتِيَهُمُ العَذابُ ، فَأَتاهُمُ العَذابُ حَتّى نالوهُ بِرِماحِهِم ؛ فَفَرَّقوا بَينَ النِّساءِ وأولادِهِنَّ ، وَالبَقَرِ وأولادِها ، ولَبِسُوا المُسوحَ وَالصّوفَ ، ووَضَعُوا الحِبالَ في أعناقِهِم ، وَالرَّمادَ عَلى رُؤوسِهِم ، وضَجُّوا ضَجَّةً واحِدَةً إلى رَبِّهِم ؛ وقالوا : آمَنّا بِإِلهِ يونُسَ ؛ قالَ : فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُمُ العَذابَ . ۱
النموذج الثاني للبداء هو البداء الحاصل في مواعدة موسى عليه السلام :
«وَوَ عَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلِةً وَقَالَ مُوسَى لأَِخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» . ۲
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الآية قوله :
كانَ فِي العِلمِ وَالتَّقديرِ ثَلاثينَ لَيلَةً ، ثُمَّ بَدا للّهِِ فَزادَ عَشرا ، فَتَمَّ ميقاتُ رَبِّهِ لِلأَوَّلِ وَالآخِرِ أربَعينَ لَيلَةً . ۳
ومن نماذج البداء ، البداء في دخول الأرض المقدّسة :
«يَاقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ» . ۴
روي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية:

1.تفسير العياشي : ج ۲ ص ۱۳۶ ح ۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۹۹ ح ۱۳ .

2.الأعراف : ۴۲ .

3.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۴۴ ح ۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۲۲۶ ح ۲۷ .

4.المائدة: ۲۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6577
صفحه از 686
پرینت  ارسال به