143
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

دراسة حول البداء

يعتبر البداء أحد التعاليم الإسلاميّة المهمّة ، وللاعتقاد به دور مؤثّر في معرفة اللّه ومعرفة النبيّ ومعرفة الإمام ومعرفة الإنسان، حيث تدلّ عليه بوضوح آيات القرآن الكريم والأحاديث المنقولة في كتب الفريقين ، لذا فقد أيّدت جميع الفرق والمذاهب الإسلاميّة مفهومه ، من الناحية العملية ، نعم عمد البعض إلى إنكار البداء ؛ لأنّهم لم يدركوا معناه بشكل صحيح بزعم أنّه يتعارض مع علم اللّه الذاتي والأزلي .
ولكنّ جميع فرق المسلمين تمدّ أيديها بالدعاء على أرض الواقع ولا تطلب من اللّه قضاء حاجاتها فحسب، بل وترجوه أن يغيّر عاقبتها ، وهذا السلوك إنّما يمثّل في الحقيقة اعتقادا بمفهوم البداء ، ذلك لأنّه لا يمكن أن نطلب ذلك من اللّه ، إلّا من خلال الاعتقاد بإمكان تغيير الوضع الحالي، وهو ما يمثّل مفهوم البداء .
سوف نبحث في هذه الدراسة بعد التطرّق إلى مفهوم البداء، هذه العقيدة من منظار الكتاب والسنّة والعقل، ثمّ نجيب على إشكالات المنكرين له ، وفي الختام سوف نعمد إلى بيان فلسفته .

مفهوم البداء

كلمة البداء مشتقّة من مادّة «بدو» بمعنى الظهور ، وتستعمل بمعنيين هما الظهور بعد الخفاء وظهور الرأي الجديد ، حيث ذكر الفيروز آبادي والجوهري وابن فارس على


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
142
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6520
صفحه از 686
پرینت  ارسال به