519
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّالث

ولم تتلوّث جبلّتهم الإنسانية . أمّا من تلوَّثت فطرته وأصابه الدَرَن فيصدق عليه عكس هذه المعادلة تماما ، فكلّما كانت الفطرة أكثر لوثا شقّت عليها أفعال الخير أكثر ، وخفّ عليها اجتراح الشرّ وسهلت عليها مآخذه ، وبحسب نصّ الإمام الباقر عليه السلام :
إنَّ اللّهَ ثَقَّلَ الخَيرَ عَلى أهلِ الدُّنيا كَثِقلِهِ في مَوازينِهِم يَومَ القِيامَةِ ، وإنَّ اللّهَ عز و جل خَفَّفَ الشَّرَّ عَلى أهلِ الدُّنيا كَخِفَّتِهِ في مَوازينِهِم يَومَ القِيامَةِ. ۱

1.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الأوّل/ الفصل الأول : معرفة الخير : ح۳۰) .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّالث
518

وَزيرُ الجَهلِ. ۱
جاء العقل هنا بمعنى الوجدان الأخلاقيّ ۲ ، ومن ثَمَّ صار الالتزام بأفعال الخير موجبا لتقويته ، واجتراح أفعال الشرّ موجبا لتضعيفه . ولمّا كان الخير أعمّ من جميع القيم العقائدية والأخلاقية والعملية ، والشرّ أيضا أعمّ من جميع ما يقع خلاف القيم ويضادّها ، فقد تبوّءا على هذا الأساس موقعهما في صدر جنود العقل والجهل .

۴ ـ الفرق بين «الخَيْر» و «البَركة»

الخير بمعنى العمل الحسَن النافع ، أمّا البَرَكة فبمعنى دوام الخير وسعته واستقراره . بتعبير آخر : أينما كان موضع للبَرَكة فثمّة «خير» أيضا ، بينما لا يصدق العكس . وبلغة الاصطلاح العلمي : بين اللفظين عموم وخصوص مطلق. ۳

۵ ـ سهولة فعل الخير

اتّضح ممّا سلف أنّ الجُنوح صوب الخير والميل نحو الحسن ، وفي المقابل النفرة من الشرّ والسوء ، أمر فطري . على هذا تعيش الفِطَر السليمة النقيّة إحساسا بالطمأنينة والاستقرار عند النهوض بأفعال الخير ، وهي إلى ذلك لا تُطيق الشرّ وترتاب من الإثم، وبذلك فإنّ القيام بأفعال الخير أسهل من اجتراح السيّئات وارتكاب الشرّ ، تماما كما نصّ الإمام عليّ عليه السلام على ذلك بقوله :
الخَيرُ أسهَلُ مِن فِعلِ الشَّرِّ. ۴
بديهي أنّ هذا التمييز يصدُق على الناس الذين لا يزالون يعيشون الفطرة بصفاء ،

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۱ ح ۱۴ .

2.راجع : العقل والجهل في الكتاب والسنة : (المدخل/ إستخدام العقل في ما يخصّ مبدأ الإدراكات/ الوجدان الأخلاقي) .

3.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الثاني : المدخل) .

4.راجع : الخير والبركة في الكتاب والسنة : (القسم الأوّل/ الفصل الأول : معرفة الخير : ح۲۹) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6870
صفحه از 676
پرینت  ارسال به