435
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الرّایع

العاقِلُ مَن يَزهَدُ فيما يَرغَبُ فيهِ الجاهِلُ . ۱
وفي أعلى مراتب المعرفة لا يرغب الإنسان عن الدنيا وحسب ، بل ينفر عنها ويبغضها ۲ .

۲ . تقوية القيم الدينيّة

إنّ تقوية الإيمان باللّه والبرامج الدينيّة في الحياة تؤدّي بالتدريج إلى الزهد وعدم الرغبة في الدنيا المذمومة ، كما جاء في حديث أمير المؤمنين عليه السلام :
الزُّهدُ ثَمَرَةُ الدّينِ . ۳

۳ . تقوية الشخصيّة الأخلاقيّة

إنّ كرامة الروح من أهمّ الموانع التي تحول دون الوقوع في أحابيل الدنيا المذمومة وهوسها ، كما يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام :
مَن كَرُمَت نَفسُهُ صَغُرَتِ الدُّنيا في عَينِهِ . ۴
إذ كلّما شعر الإنسان بقوّة شخصيّته وكرامتها ابتعد عن كلّ ما يلحق الضرر بكرامته ؛ من الهوى واللذائذ الضارّة ، من هنا فإنّ أحد طرق ترويج ثقافة الزهد في المجتمع هو تهيئة الأرضيّة لتقوية الشخصيّة والكرامة الإنسانيّة عند آحاد أفراده.

۴ . بساطة العيش

من الأساليب التي قدّمها أهل البيت عليهم السلام لأتباعهم من أجل الحصول على المكارم

1.راجع : الدنيا والآخرة في الكتاب والسنة : ( القسم الثالث / الفصل الرابع : مبادئ الزهد : ح ۱۰۱۶ ) .

2.راجع : الدنيا والآخرة في الكتاب والسنة : ( القسم الثاني / تقويم الدنيا : مطلّقة الأكياس ، الفصل الثالث ، التحذير من الدنيا : الحث على بغض الدنيا ) .

3.راجع : الدنيا والآخرة في الكتاب والسنة : ( القسم الثالث / الفصل الرابع : مبادئ الزهد : ح ۱۰۵۱ ) .

4.راجع : الدنيا والآخرة في الكتاب والسنة : ( القسم الثالث / الفصل الرابع : مبادئ الزهد : ح ۱۰۶۴ ) .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الرّایع
434

فإنّ عبادة الدنيا تسبّب جميع ما نشاهده من اختلافات سياسيّة واقتصاديّة وحروب وسفك دماء ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في بيان هدف الخلافات والحروب التي اندلعت خلال فترة حكومته القصيرة ، وذلك في خطبته الشقشقيّة الشهيرة :
فَلَمّا نَهَضتُ بِالأَمرِ نَكَثَت طائِفَةٌ ، ومَرَقَت اُخرى ، وقَسَطَ آخَرونَ ، كَأَنَّهُم لَم يَسمَعُوا اللّهَ سُبحانَهُ يَقولُ : «تِلْكَ الدَّارُ الْاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » ۱ ، بَلى وَاللّهِ لَقَد سَمِعوها ووَعَوها ، ولكِنَّهُم حَلِيَتِ الدُّنيا في أعيُنِهِم ، وراقَهُم زِبرِجُها. ۲
إنّ ما يمكن أن يكون سببا لإنهاء الحروب التي سبّبت الدمار والتشريد والجوع في أنحاء العالَم ، ويجعل الحياة جميلة رائقة لسكان العالم ، هو زهد القادة السياسيّين ، وبدونه تبقى كلّ المساعي والمحاولات والخطط الرامية لتأمين حقوق البشر عقيمة لا أهمّيّة لها ، وتجربة التاريخ تثبت أيضا صدق هذا المدّعى.

سادسا ـ طرق تحصيل الزهد

لأجل تحصيل صفة الزهد وإشاعة ثقافتها في أوساط المجتمع ، قدّم أئمّة الإسلام تعاليم قيّمة يأتي ذكرها في الفصل الرابع ، ويمكن تلخيصها في خمسة عناوين ، كما يلي :

۱ . تقوية الاُسس المعرفيّة

كلّما كان الإنسان أعقل وأعرف باللّه والدنيا والآخرة ، كانت رغبته بالدنيا المذمومة أقلّ ، كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام :

1.القصص : ۸۳ .

2.راجع : الدنيا والآخرة في الكتاب والسنة : ( القسم الثاني / الفصل الرابع : مضارّ حبّ الدنيا : ح ۶۷۵ ) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الرّایع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5218
صفحه از 702
پرینت  ارسال به