455
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد السّادس

۹۵۳۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لعليّ عليه السلام ـ: إنَّ اللّه َ تَعالى أمَرَني أن أتَّخِذَكَ أخا ووَصِيّا ، فَأَنتَ أخي ووَصِيّي ، وخَليفَتي عَلى أهلي في حَياتي وبَعدَ مَوتي . ۱

۹۵۳۹.المستدرك على الصحيحين عن ابن عمر :أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله آخى بَينَ أصحابِهِ ؛ فَآخى بَينَ أبي بَكرٍ وعُمَرَ ، وبَينَ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ ، وبَينَ عُثمانَ بنِ عَفّان وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوف . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا رَسولَ اللّه ِ ، إنَّكَ قَد آخَيتَ بَينَ أصحابِكَ ، فَمَن أخي؟
قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أ ما تَرضى يا عَلِيُّ أن أكونَ أخاكَ؟ ـ قالَ ابنُ عُمَرَ : وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام جَلدا شُجاعا ـ فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : بَلى ، يا رَسولَ اللّه .
فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أنتَ أخي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۲

1. الأمالي للطوسي : ص ۲۰۰ ح ۳۴۱ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۳۳ ص ۳۲۵ ح ۵۷۰ .

2. المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۶ ح ۴۲۸۹ ؛ شرح الأخبار : ج ۲ ص ۱۷۸ ح ۵۱۸ نحوه .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد السّادس
454

۹ / ۴

أوَّلُ المُتَآخِينَ في الإسلامِ

إنّ التناسب الروحي يُعدّ واحدا من أكثر مبادئ المحبّة والاُلفة أصالةً ، يقول أميرالمؤمنين عليه السلام : «إنَّ النُّفوسَ إذا تَناسَبَتِ ائتَلَفَت» . ۱
وفي هذا السياق ، فقد أقام النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ـ وعلى ضوء علم النفس الدقيق الذي يمتلكه عن أصحابه ـ مبدأ الاُخوّة بين الأفراد الذين يمتلكون طبيعةً روحيّةً واحدة ، وقد أشار ابن عبّاس إلى هذه النكتة الدقيقة حيث قال : «لمّا نزل قوله تعالى : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» آخى رسول اللّه صلى الله عليه و آله بين الأشكال والأمثال» .
ولا ريب في أنّ معرفة علاقات الاُخوّة التي أقامها النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله بين أصحابه في المجتمع المدنيّ ، ذات فائدة كبيرة في تحليل أحداث تاريخ صدر الإسلام ؛ ومن هذا المنطلق سوف نشرع بهذا الموضوع مستفيدين من معطيات الوثائق الحديثيّة والتاريخيّة ، ونبدأ بأجمل الانتقاءات والعلاقات الأخويّة :

۹۵۳۷.العمدة عن أنس :لَمّا كانَ يَومُ المُباهَلَةِ ۲ وآخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بَينَ المُهاجِرينَ وَالأَنصار وعَلِيٌّ عليه السلام واقِفٌ يَراهُ ويَعرِفُ مَكانَهُ لَم يُؤاخِ بَينَهُ وبَينَ أحَدٍ ، فَانصَرَفَ عَلِيٌ عليه السلام باكِيَ العَينِ ، فَافتَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : ما فَعَلَ أبُو الحَسَنِ؟ فَقالوا : اِنصَرَفَ باكِيَ العَينِ يا رَسولَ اللّه ِ!
قالَ : يا بِلالُ اذهَب ، فَائتِني بِهِ .
فَمَضى بِلالٌ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وقَد دَخَلَ مَنزِلَهُ باكِيَ العَينِ ، فَقالَت فاطِمَةُ عليهاالسلام : ما يُبكيكَ؟ لا أبكَى اللّه ُ عَينَيكَ! قالَ : يا فاطِمَةُ ، آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بَينَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، وأنَا واقِفٌ يَراني ويَعرِفُ مَكاني ولَم يُؤاخِ بَيني وبَينَ أحَدٍ .
قالَت : لا يَحزُنُكَ اللّه ُ! لَعَلَّهُ إنَّمَا ادَّخَرَكَ لِنَفسِهِ .
فَقالَ بِلالٌ : يا عَلِيُّ ، أجِبِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله . فَأَتى عَلِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ما يُبكيكَ يا أبَا الحَسَنِ! قالَ : واخَيتَ بَينَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ يا رَسولَ اللّه ِ ، وأنَا واقِفٌ تَراني وتَعرِفُ مَكاني لَم تُؤاخِ بَيني وبَينَ أحَدٍ!
قالَ : إنَّمَا ادَّخَرتُكَ لِنَفسي ، أما يَسُرُّكَ أن تَكونَ أخا نَبِيِّكَ؟ قالَ : بَلى يا رَسولَ اللّه ِ ، أنّى لي بِذلِكَ ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وأرقاهُ المِنبَرَ .
فَقالَ : اللّهُمَّ ، إنَّ هذا مِنّي وأنَا مِنهُ ، ألا وإنَّهُ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، ألا مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ .
قالَ : فَانصَرَفَ عَلِيٌّ عليه السلام قَريرَ العَينِ ، فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، فَقالَ : بَخٍ بَخٍ يا أبَا الحَسَنِ ، أصبَحتَ مَولايَ ومَولى كُلِّ مُسلِمٍ . ۳

1. غرر الحكم : ح ۳۳۹۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۴۹ ح ۳۲۷۰ .

2. وهو الرابع والعشرون من ذي الحجّة (وسائل الشيعة : ج ۸ ص ۱۷۱ ح ۴۷) .

3. العمدة : ص ۱۶۹ ح ۲۶۲ ، بحارالأنوار : ج ۳۸ ص ۳۴۳ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5966
صفحه از 649
پرینت  ارسال به