319
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد السّابع

المدخل

إنّ رعاية القواعد الصحيّة فِي الأكل والشرب هي من أهمّ عوامل السلامة والصحّة والنشاط وطول العمر ، فلو علم الناس القواعد الصحّية فيما يأكلون ، ومقدار ما يأكلون ، وكيف يأكلون ، وعملوا بما يعلمون ، فإنّ كثيرا من الأمراض سوف تزول عنهم ، وينعمون بلذّة الحياة وبهجتها.
إنّ القاعدة الاُولى في رعاية المعايير الصحّية هنا هي فهم الهدف من تناول الطعام في نظام الخليقة ، وكون ذلك الهدف من أجل أن يحيا الإنسان ، لا أن تكون الحياة وسيلة للأكل ، كما ورد في الحكمة المنسوبة للإمام عليّ عليه السلام :
لا تَطلُبِ الحَياةَ لِتَأكُلَ ، بَلِ اطلُبِ الأَكلَ لِتَحيا. ۱
إنّ كثيرا من الناس ـ إن لم نقل أكثرهم ـ يضحُّون بسلامتهم وصحّتهم وحياتهم في سبيل بطونهم ، من هنا تراهم لا يسألون أنفسهم أبدا : لماذا يأكلون ؟ وكيف يأكلون ؟ وكم يأكلون ؟ فتراهم يتناولون ما لذّة طعمه أكثر ، وبمقدار ما تستوعبه شهيّتهم ، وبكلّ شكل متيسّر ؛ ولذلك يُبتلون بأنواع الأمراض ، كما يقول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام :
مَن غَرَسَ في نَفسِهِ مَحَبَّةَ أنواعِ الطَّعامِ اجتَنى ثِمارَ فُنونِ الأَسقامِ. ۲
إنّ تعاليم الإسلام في هذا المجال في غاية الأهمّية ، وتعتبر من المعاجز العلميّة لأئمّة الدين ، إذا أخذنا بنظر الاعتبار عصر صدورها . وهنا نؤكّد مسألتين :
۱ . إنّ تعاليم الإسلام في الأكل لا تضمن سلامة الجسم فحسب ، بل تضمن صحّة الجسم والروح معا.
۲ . لمّا كان العلم قاصرا عن الإحاطة بكلّ أسرار الوجود ، فقد تكون حكمة بعض تعاليم الإسلام مجهولة لدى العلم اليوم ، ولكنّ هذا لا يعني أبدا أنّ تلك التعاليم ليس وراءها دليل ، فحكمة بعض أحكام الإسلام كانت مجهولة من قبل واكتشف العلم أسرارها اليوم . ونحن هنا نشير باختصار إلى تلك التعاليم :

1. راجع: موسوعة الأحاديث الطبيّة : ج۲ (القسم الرابع: دور الأكل والشرب في الصحة والمرض / الفصل الأول: قلة الأكل / الحث على قلة الأكل).

2. موسوعة الأحاديث الطبيّة : ج۲ (القسم الرابع: دور الأكل والشرب في الصحة والمرض / الفصل الرابع: كثرة النهم / مضار النهم).


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد السّابع
318
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد السّابع
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6483
صفحه از 662
پرینت  ارسال به