الفصل الخامس : الأزواج
تفيد المصادر التاريخيّة أنّ الإمام الحسين عليه السلام تزوّج خلال حياته بخمس نساء ، ونورد هنا تراجم مختصرة لكل منهنّ.
۵ / ۱
شَهرَبانو
المشهور أنّ شهربانو ۱ ـ ابنة يزدجرد، آخر الملوك الإيرانيّين ۲ ـ هي زوجة الإمام الحسين عليه السلام ، واُمّ الإمام السجّاد عليه السلام ۳ ، وذكر ابن شهر آشوب أنّها اُمّ علي الأصغر أيضا . ۴ وقيل أيضا : إنّها اُمٌّ لزينب واُمِّ كلثوم اللّتين ماتتا صغيرتين . ۵
وقد اُدرجت في المصادر أسماء اُخرى غير شهربانو من قبيل: شهربانوا ۶ ، شهربان ۷ ، شهربانويه ۸ ، شاه زنان ۹ ، شه زنان ۱۰ ، غزالة ۱۱ ، سلامة ۱۲ ، سلافة ۱۳ ، جهان بانويه ۱۴ ، جهان شاه ۱۵ ، جيهان شاه ۱۶ ، حلوة ۱۷ ، خولة ۱۸ ، برّة ۱۹ ، حرار ۲۰ ، سندية ۲۱ ، جيدة ۲۲ ، جيداء ۲۳ ، سارة ۲۴ ، فاطمة ۲۵ ، مريم ۲۶ ، سيدة النساء ۲۷ . ۲۸
ويمكن ذكر وجوه عدّة في تبرير كثرة هذه الأسماء وتبيينها:
۱. إنّ بعض هذه الأسماء يرجع إلى اسم واحد، لكنّه يُلفظ بلهجات مختلفة.
۲. إنّ بعضها قد جرى عليه التصحيف او التخفيف ، مثل: شاه زنان وشه زنان، جهان شاه وجيهان شاه، شهربان وشهربانو ، شهربانوا وشهربانويه، سلافة وسلامة، خلوة وخولة وحلوة.
۳. إنّ بعض هذه الأسماء سمّاها بها الإمام عليّ عليه السلام ، أو الإمام الحسين عليه السلام بعد أسرها، وهو ما أشارت إليه بعض المصادر ، ۲۹ ويمكن أيضا أن يَكون بعضها ألقابا .
أمّا فيما يتعلّق بكيفيّة زواجها من الإمام الحسين عليه السلام ، فقد تحدّثوا عن أسرها بيد المسلمين بعد هزيمة الجيوش الإيرانيّة ، وأنّ الحسين عليه السلام قد تزوّجها بعد ذلك.
وتضيف بعض المصادر ـ كما سيأتي ـ أنّ تاريخ أسرها وزواج الإمام الحسين عليه السلام بها كانا في خلافة عمر، فيما تذكر مصادر اُخرى أنّهما حدثا في عهد عثمان، وتعتبر طائفة ثالثة من المصادر أنّهما كانا في عهد ولاية الإمام عليّ عليه السلام .
ولا تتوفّر لدينا معطيات عن تاريخ ولادتها، لكنّ بعض النقول تفيد أنّ وفاتها كانت في زمان ولادة الإمام السجاد عليه السلام ۳۰ . وفي بعض النقول: خلف عليها بعد الحسين عليه السلام زبيد مولى الحسين عليه السلام ، فولدت له عبداللّه بن زبيد ۳۱ . وبناءً على ما ذكرنا ؛ فلا تتوفّر لدينا أيّ معلومات عن مقدار عمرها.
وفي مقابل الرأي المشهور، تذهب بعض المصادر إلى أنّ اُمّ الإمام السجّاد هي : شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ۳۲ ، وبعضها اعتبر أنّها برّة بنت النوشجان ۳۳ ، فيما ذكر فريق آخر أنّها ابنة سبحان، أو صنجان، ابن أخ ماهويه مرزبان مرو ۳۴ .
إلّا أنّ بعض المحقّقين يشكّكون بشدّة في الرأي القائل بأنّ اُمّ الإمام السجّاد عليه السلام هي شهربانو بنت يزدجرد، نظرا لما في المصادر من اختلاف شديد وفقدان الانسجام الداخلي فيها، رغم أنّ هذا الفريق لم يبد أيّ رأي آخر في مقابل تشكيكه هذا ۳۵ .
1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۴۱ الرقم ۱ ، مجموعة نفيسة : ص ۱۱۲ (تاج المواليد) و ص ۱۷۹ (تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم) وفيهما «ويقال » ، عمدة الطالب : ص ۱۹۲ وفيه « وقيل » .
2.الكافي: ج ۱ ص ۴۴۶ ، الإرشاد: ج ۲ ص ۱۳۷ ، إثبات الوصية : ص ۱۸۱ ؛ الكامل للمبرّد: ج ۲ ص ۶۴۵ ، ربيع الأبرار: ج ۱ ص ۴۰۲ ، سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۳۸۶ .
3.اعتبرت اُمّ الإمام السجّاد عليه السلام في بعض النقول اُمّ ولد، دون أن يشار إلى آبائها وأجدادها، بل اُكتفي بالإشارة إلى اسمها . (راجع : تاريخ الطبري : ج ۱۱ (المنتخب من ذيل المذيّل) ص ۵۲۰ ، الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۱۱ ، صفة الصفوة: ج ۲ ص ۵۴ ، تذكرة الخواص : ص ۳۲۴، نسب قريش : ص ۵۸) . وأشارت بعض النقول إلى آبائها وأجدادها (راجع : التذكرة في الأنساب المطهرة : ص ۲۶۶ ، الأصيليّ : ص ۱۴۳ ؛ سير أعلام النبلاء: ج ۴ ص ۳۸۶). واكتفت نقول اُخرى بالقول: إنّها اُمّ ولد، دون إشارة إلى اسمها ولا إلى أسماء آبائها وأجدادها (راجع : نسب قريش: ص ۵۸ ، الثقات لابن حبّان: ج ۵ ص ۱۶۰ ، كتاب المعقّبين: ص ۷۹ ، تاريخ دمشق: ج ۴۱ ص ۳۶۲ عن الزبير ) .
4.راجع : ص ۳۱۰ ح ۱۸۵ .
5.راجع: ص ۲۷۸ ح ۱۶۷.
6.الإرشاد: ج ۲ ص۱۳۷ وفيه «يقال» .
7.مجموعة نفيسة : ص ۱۱۲ (تاج المواليد) .
8.كمال الدين: ص ۳۰۷ ، الاحتجاج: ج ۲ ص ۲۹۷ ، دلائل الإمامة: ص ۱۹۵ ، رجال ابن داوود: ص ۲۰۲ ، مجموعة نفيسة : ص ۲۴ ( تاريخ الأئمة ) ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۸۰ ، تاريخ قم : ص ۴۹۶ ، الشجرة المباركة : ص ۷۳ ، الفخريّ : ص ۲۳۲ ، لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۴۷ وفي الثلاثة الأخيرة « قيل » وراجع: هذه الموسوعة ص ۲۶۸ ح ۱۵۷ و ص ۲۷۶ ح ۱۶۵.
9.تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۷۷ ، الإرشاد: ج ۲ ص ۱۳۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۸۰ ، عمدة الطالب: ص ۱۹۲ وفيه «فالمشهور» ، كشف الغمّة: ج ۲ ص ۲۸۶ ؛ تذكرة الخواصّ : ص ۳۲۴ وفيهما «قيل» وراجع: هذه الموسوعة ص ۲۷۲ ح ۱۵۸ و ص ۲۷۶ ح ۱۶۴.
10.مجموعة نفيسة : ص ۲۴ ( تاريخ الأئمة ) عن الفريابي ، و ص ۱۷۹ ( تاريخ مواليد الأئمّة ووفياتهم ) وفيه «وسمّاها عليّ عليه السلام شه زنان» ؛ مطالب السؤول : ص ۷۷ وفيه «قيل» .
11.الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۱۱ ، صفة الصفوة: ج ۲ ص ۵۴ ، تذكرة الخواصّ: ص ۳۲۴ ، مطالب السؤول: ص ۷۷ وفيها «اُمّ ولد، واسمها غزالة» ، المعارف لابن قتيبة: ص ۲۱۴ ، سير أعلام النبلاء: ج ۴ ص ۳۸۶ وفيهما «قيل» ، سرّ السلسلة العلويّة: ص ۳۱ ؛ لباب الأنساب: ج ۱ ص ۳۴۷ ، تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۴۷ وص ۳۰۳ وفيهما «وكان الحسين سمّاها غزالة» ، كشف الغمّة: ج ۲ ص ۲۸۶ وفيه «اُمّ ولد واسمها غزالة» .
12.الكافي : ج ۱ ص ۴۶۶ ، لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۴۸ عن إبراهيم الجندي ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۶ ؛ سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۳۸۶ وفيه «اُمّ ولد ، اسمها سلامة ، بنت ملك الفرس يزدجرد » ، حياة الحيوان : ج ۱ ص ۱۲۷ نقلاً عن ابن خلّكان ، الطبقات لخليفة بن خيّاط : ص۴۱۷ وفيه «فتاة يقال لها سلامة» ، الأئمة الاثنا عشر لابن طولون : ص ۷۵ وفيه «سلمة » ويحتمل إنّها نفس سلامة وكذلك في البداية والنهاية : ج ۹ ص ۱۰۴ نقلاً عن ابن خلّكان وتذكرة الخواصّ : ص ۳۲۴ وقيل : «اُمّ سلمة» .
13.تاريخ الطبري : ج ۱۱ (المنتخب من ذيل المذيّل) ص ۵۲۰ وفيه «اُمّ ولد، قال عليّ بن محمّد : كانت تدعى سلافة» ، وفيات الأعيان: ج ۳ ص ۲۶۷ ، ربيع الأبرار: ج ۱ ص ۴۰۲ ، الكامل للمبرّد: ج ۲ ص ۶۴۵ وفيهما «من ولد يزدجرد» ، المعارف لابن قتيبة: ص ۲۱۴ ، تذكرة الخواص: ص ۳۲۴ وفيه «قيل» ؛ لباب الأنساب: ج ۱ ص ۳۴۷ عن العيني، وص ۳۴۸ عن أبي عبيد .
14.راجع: ص ۲۷۶ ح ۱۶۵.
15.الكافي: ج ۱ ص ۴۶۷ ، إثبات الوصية: ص ۱۸۱ ، بصائر الدرجات: ص ۳۳۵ .
16.راجع: ص ۲۷۶ ح ۱۶۳.
17.لباب الأنساب: ج ۱ ص ۳۴۸ عن عبداللّه بن مصعب بن الزبير ، مجموعة نفيسة : ص ۲۴ (تاريخ الأئمّة) وفيه «خلوة، وكان يقال... ابنة النوشجان» .
18.مجموعة نفيسة : ص ۱۷۹ (تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم) وراجع: ص ۲۷۶ ح ۱۶۵.
19.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۷ وص ۳۰۳.
20.المعارف لابن قتيبة : ص ۲۱۴ ؛ شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۶ .
21.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۲۶۶.
22.تاريخ الطبري : ج ۱۱ (المنتخب من ذيل المذيّل) وفيه «يقال» ص ۵۲۰ .
23.الإتحاف بحبّ الأشراف: ص ۱۳۵.
24.وهناك أسماء اُخرى ذكرتها بعض المصادر، مثل: شاه آفريد، كيهان بانويه ( راجع : لباب الأنساب : ج ۱ ص ۳۴۷ ) .
25.راجع : ص ۲۷۲ ح ۱۵۸ .
26.مجموعة نفيسة: ص ۲۴ (تاريخ الأئمة)، إثبات الوصيّة: ص ۱۸۱ ، لباب الأنساب: ج ۱ ص ۳۵۱.
27.الطبقات الكبرى: ج ۵ ص ۲۱۱ ، المعارف لابن قتيبة: ص ۲۱۴ ، تاريخ الطبري : ج ۱۱ (المنتخب من ذيل المذيّل) ص ۶۲۹ ، تذكرة الخواص : ص ۳۲۴ ، الجوهرة: ص ۵۰ ، البداية والنهاية : ج ۹ ص ۱۰۴ .
28.تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۷۷ ، المناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۷۶.
29.مجموعة نفيسة : ص ۱۷۹ (تاريخ مواليد الأئمة ووفياتهم) ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۷۶ وفيهما «ويقال كان اسمها برّة بنت النوشجان» ، مجموعة نفيسة : ص ۲۴ (تاريخ الأئمّة) وفيه «خلوة... يقال ابنة النوشحان» .
30.راجع: چراغ روشن در دنياى تاريك يا زندگانى امام سجاد عليه السلام (حياة الإمام السجّاد عليه السلام ) للسيّد جعفر الشهيدي: ص ۱۴.
31.ومن هذا الفريق السيّد جعفر الشهيدي في كتابه (ص ۷ ـ ۶۴)، حيث ردّ هذا الأمر بشدّة، وخلاصة نقده هي:
۱ . وجود اختلاف كبير في اسم شهربانو ؛ ۲ . وقوع الاختلاف في اسم والدها؛ ۳ . الاختلاف في زمان أسرها ؛ ۴ . إنّ يزدجرد أبعد عائلته عن ساحة الحرب ليجعلها في مأمن، وهذا ما ينفي احتمال وقوع اُسرته في الأسر ؛ ۵ . إنّ اسم شهربانو إنّما طرح أواخر القرن الثالث الهجري ؛ ۶ . إنّ يزدجرد قتل عام ۳۰ للهجرة في عهد عثمان، ممّا يضاعف من استبعاد وقوع بناته في الأسر زمن عمر بن الخطّاب و . . .
ورغم أنّ مجموع استدلالاته جدير بالتأمّل والملاحظة ، إلّا أنّه لا يرقى إلى مستوى ردّ هذه الحادثة المشهورة والقول ببطلانها، وذلك:
أوّلاً: إنّ وقوع الاختلاف في الاسم، واسم الأب، وتاريخ الأسر، لا يبطل أصل الحادثة. فالمصادر كافّة تكاد تجمع على أيّ حال على أنّ امرأةً من الاُسرة المالكة في إيران، قد وقع قيد أسر المسلمين، وأنّه قد حصل زواج بينها وبين الإمام الحسين عليه السلام .
ثانيا: إنّ القرائن التي يأتي بها الشهيدي تستند ـ نوعا ما ـ إلى الكتب التاريخيّة، ممّا لا تعدّ من المسلّمات، وليست بأقوى من النقول الدالّة على وقوع ابنة الملك الإيراني في الأسر جدير بالذكر أنّ إشكالات المرحوم السيّد جعفر الشهيدي قد أجاب عنها أحمد المهدوي الدامغاني في كتابه «شاهدُخت والا گُهر شهربانو» بالفارسية بشكل علمي ومنهجي .