۲۳۴۳.الملهوف :سارَ القَومُ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ونِسائِهِ وَالأَسرى مِن رِجالِهِ ، فَلَمّا قَرُبوا مِن دِمَشقَ دَنَت اُمُّ كُلثومٍ مِنَ الشِّمرِ ـ وكانَ مِن جُملَتِهِم ـ فَقالَت : لي إلَيكَ حاجَةٌ . فَقالَ : وما حاجَتُكِ ؟
قالَت : إذا دَخَلتَ بِنَا البَلَدَ فَاحمِلنا في دَربٍ قَليلِ النَّظّارَةِ ، وتَقَدَّم إلَيهِم أن يُخرِجوا هذِهِ الرُّؤوسَ مِن بَينِ المَحامِلِ ويُنَحّونا عَنها ، فَقَد خُزينا مِن كَثرَةِ النَّظَرِ إلَينا ونَحنُ في هذِهِ الحالِ .
فَأَمَرَ في جَوابِ سُؤالِها أن تُجعَلَ الرُّؤوسُ عَلَى الرِّماحِ في أوساطِ المَحامِلِ ـ بَغيا مِنهُ وكُفرا ـ وسَلَكَ بِهِم بَينَ النَّظّارَةِ عَلى تِلكَ الصِّفَةِ ، حَتّى أتى بِهِم إلى بابِ دِمَشقَ ، فَوَقَفوا عَلى دَرَجِ بابِ المَسجِدِ الجامِعِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ . ۱
۲۳۴۴.الفتوح :واُتِيَ بِحَرَمِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حَتّى اُدخِلوا مَدينَةَ دِمَشقَ مِن بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ توماءَ ، ثُمَّ اُتِيَ بِهِم حَتّى وَقَفوا عَلى دَرَجِ بابِ المَسجدِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ . ۲
۷ / ۴
مُحاوَرَةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السّلام مَعَ شَيخٍ شامِيٍّ
۲۳۴۵.الملهوف :جاءَ شَيخٌ ، فَدَنا مِن نِساءِ الحُسَينِ عليه السلام وعِيالِهِ ـ وهُم في ذلِكَ المَوضِعِ ـ وقالَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي قَتَلَكُم وأهلَكَكُم وأراحَ البِلادَ مِن رِجالِكُم ، وأمكَنَ أميرَ المُؤمِنينَ مِنكُم !
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : يا شَيخُ ! هَل قَرَأتَ القُرآنَ ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ : فَهَل عَرَفتَ هذِهِ الآيَةَ : «قُل لَا أَسْـئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» ۳ ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : نَحنُ القُربى ـ يا شَيخُ ـ ، فَهَل قَرَأتَ في بَني إسرائيلَ : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» ۴ ؟
فَقالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ : فَنَحنُ القُربى ـ يا شَيخُ ـ ، فَهَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : «وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى» ۵ ؟
قالَ : نَعَم .
فَقالَ عليه السلام : فَنَحنُ القُربى ـ يا شَيخُ ـ ، وهَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ۶ ؟
قالَ الشَّيخُ : قَد قَرَأتُ ذلِكَ .
فَقالَ عليه السلام : نَحنُ أهلُ البَيتِ الَّذينَ خَصَّنَا اللّه ُ بِآيَةِ الطَّهارَةِ ـ يا شَيخُ ـ .
قالَ الرّاوي : بَقِيَ الشَّيخُ ساكِتا نادِما عَلى ما تَكَلَّمَ بِهِ ، وقالَ : تَاللّه ِ إنَّكُم هُم ؟ !
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : تَاللّه ِ إنّا لَنَحنُ هُم مِن غَيرِ شَكٍّ ، وحَقِّ جَدِّنا رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إنّا لَنَحنُ هُم .
قالَ : فَبَكَى الشَّيخُ ورَمى عِمامَتَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ : اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِن عَدُوِّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ . ثُمَّ قالَ : هَل لي مِن تَوبَةٍ ؟
فَقالَ لَهُ : نَعَم ، إن تُبتَ تابَ اللّه ُ عَلَيكَ وأنتَ مَعَنا .
فَقالَ : أنَا تائِبٌ .
فَبَلَغَ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ حَديثُ الشَّيخِ ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ . ۷