۲۷۸۷.كمال الدين :إنّ مُخالِفينا يَروونَ أنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام مَرَّ بِأَرضِ كَربَلاءَ ، فَرَأى عِدَّةً مِنَ الظِّباءِ هُناكَ مُجتَمِعَةً ، فَأَقبَلَت إلَيهِ وهِيَ تَبكي ، وأنَّهُ جَلَسَ وجَلَسَ الحَوارِيّونَ ، فَبَكى وبَكَى الحَوارِيّونَ ، وهُم لا يَدرونَ لِمَ جَلَسَ ولِمَ بَكى ، فَقالوا : يا روحَ اللّهِ وكَلِمَتَهُ ! ما يُبكيكَ ؟!
قالَ : أتَعلَمونَ أيَّ أرضٍ هذِهِ قالوا : لا ، قالَ : هذِهِ أرضٌ يُقتَلُ فيها فَرخُ الرَّسولِ أحمَدَ ، وفَرخُ الحُرَّةِ الطّاهِرَةِ البَتولِ شَبيهَةِ اُمّي ، ويُلحَدُ فيها ، هِيَ أطيَبُ مِنَ المِسكِ ؛ لِأَ نَّها طينَةُ الفَرخِ المُستَشهَدِ ، وهكَذا تَكونُ طينَةُ الأَنبِياءِ وأولادِ الأَنبِياءِ ، وهذِهِ الظِّباءُ تُكَلِّمُني ، وتَقولُ : إنَّها تَرعى في هذِهِ الأَرضِ شَوقا إلى تُربَةِ الفَرخِ المُستَشهَدِ المُبارَكِ ، وزَعَمَت أنَّها آمِنَةُ في هذِهِ الأَرضِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إلى بَعرِ تِلكَ الظِّباءِ فَشَمَّها ، فَقالَ : اللّهُمَّ أبقِها أبَدا ، حَتّى يَشُمَّها أبوهُ ، فَيَكونَ لَهُ عَزاءً وسَلوَةً ، وأنَّها بَقِيَت إلى أيّامِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، حَتّى شَمَّها وبَكى ، وأخبَرَ بِقِصَّتِها لَمّا مَرَّ بِكَربَلاءَ. ۱
راجع : ج ۳ ص ۲۴۶ (القسم السادس / الفصل الثالث :
إنباء أمير المؤمنين عليه السلام بشهادة الحسين عليه السلام ) .