۲۸۶۱.كامل الزيارات عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق عليه السلامـ في زِيارَةٍ الإِمام الحُسَينِ عليه السلام ـ: بِأَبي أنتَ واُمّي يا سَيِّدي ، بَكَيتُكَ يا خِيَرَةَ اللّهِ وَابنَ خِيَرَتِهِ ، وحُقَّ لي أن أبكِيَكَ ، وقَد بَكَتكَ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ ، وَالجِبالُ وَالبِحارُ ، فَما عُذري إن لَم أبكِكَ ، وقَد بَكاكَ حَبيبُ رَبّي ، وبَكَتكَ الأَئِمَّةُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ، وبَكاكَ مَن دونَ سِدرَةِ المُنتَهى ۱ إلَى الثَّرى ، جَزَعا عَلَيكَ. ۲
۲۸۶۲.الكافي عن الحسين بن ثوير عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ الحُسَينَ عليه السلام لَمّا قَضى بَكَت عَلَيهِ السَّماواتُ السَّبعُ ، وَالأَرَضونَ السَّبعُ ، وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ، ومَن يَنقَلِبُ فِي الجَنَّةِ وَالنّارِ مِن خَلقِ رَبِّنا ، وما يُرى وما لا يُرى بَكى عَلى أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليه السلام . ۳
راجع : ج ۷ ص ۳۶۴ (القسم التاسع / الفصل الثاني / بكاء السماء والأرض) .
كلام في السرور والحزن في غير الإنسان
استناداً للنقول الكثيرة والمتواترة الشيعيّة والسنّية، وكما مرّ في فصل «ما ظهر من الآيات» بشأن القضايا التي حدثت بعد شهادة الإمام عليه السلام ، فإنّ قضية استشهاد الإمام تركت أثرها في عالم التكوين ، ولا ريب في أنّه لا يوجد دليل عقليّ ينفي وقوع الاُمور الخارقة للعادة في نظام الطبيعة مع وقوعها خارجاً .
ومن الواضح فإنّ التعبير ببكاء المخلوقات والجمادات وحزنها لايعني بكاءً كبكاء البشر،بل يمكن أن يكون نوعاً من التأثير التكويني .
وينبغي أن نضيف هذه الملاحظة أيضاً بشأن الحيوانات وهي إنّه استناداً للكتاب والسنّة ، فإنّ الحيوانات تتمتّع بإدراكات خاصة، وخير دليلٍ على ذلك قصّتا الهدهد والنملة اللتان إن دلّتا على شيء فإنما تدلّان على الإدراكات العميقة للحيوانات. وبناءً على ذلك، فإنّ إدراك الحيوانات وتأثّرها بالنسبة لقضيّة عاشوراء العظيمة هو أمر ممكن .
1.قال الطبرسي : «سدرة المنتهى» هي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة ، انتهى إليها علم كلّ ملك ـ عن الكلبي ومقاتل . وقيل : إليها ينتهي ما يعرج من السماء وما يهبط من فوقها من أمر اللّه ـ عن ابن مسعود والضحّاك ... . (مجمع البيان : ج ۹ ص ۲۹۲) .
2.كامل الزيارات : ص ۴۰۹ ح ۶۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۸۲ .
3.الكافي : ج ۴ ص ۵۷۵ ح ۲ ، كامل الزيارات : ص ۱۶۷ ح ۲۱۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۵۴ ح ۷۳ عن الحُسَينِ بن أبي فاختة ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۰۲ ح ۳ .