۴ / ۱۸ ـ ۳
زَيدُ بنُ أرقَمَ ۱
۲۸۴۵.الإرشاد :لَمّا وَصَلَ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام ووَصَلَ ابنُ سَعدٍ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ مِن غَدِ يَومِ وُصولِهِ ، ومَعَهُ بَناتُ الحُسَينِ عليه السلام وأهلُهُ ، جَلَسَ ابنُ زِيادٍ لِلنّاسِ في قَصرِ الإِمارَةِ وأذِنَ لِلنّاسِ إذنا عامّا ، وأمَرَ بِإِحضارِ الرَّأسِ ، فَوُضِعَ بَينَ يَدَيهِ ، فَجَعَلَ يَنظُرُ إلَيهِ ويَتَبَسَّمُ ، وفي يَدِهِ قَضيبٌ يَضرِبُ بِهِ ثَناياهُ ، وكانَ إلى جانِبِهِ زَيدُ بنُ أرقَمَ صاحِبُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ وهُوَ شَيخٌ كَبيرٌ ـ فَلَمّا رَآهُ يَضرِبُ بِالقَضيبِ ثَناياهُ قالَ لَهُ :
اِرفَع قَضيبَكَ عَن هاتَينِ الشَّفَتَينِ ، فَوَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا غَيرُهُ ، لَقَد رَأَيتُ شَفَتَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَيهِما ما لا اُحصيهِ كَثرَةً يُقَبِّلُهُما ۲ ، ثُمَّ انتَحَبَ باكِيا .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : أبكَى اللّهُ عَينَيكَ ، أتَبكي لِفَتحِ اللّهِ ؟ وَاللّهِ ، لَولا أنَّكَ شَيخٌ قَد خَرِفتَ وذَهَبَ عَقلُكَ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ ، فَنَهَضَ زَيدُ بنُ أرقَمَ مِن بَينِ يَدَيهِ ، وصارَ إلى مَنزِلِهِ . ۳
۲۸۴۶.سير أعلام النبلاء عن زيد بن أرقم :كُنتُ عِندَ عُبَيدِ اللّهِ ، فَاُتِيَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَ قَضيبا ، فَجَعَلَ يَفتُرُ بِهِ عَن شَفَتَيهِ ، فَلَم أرَ ثَغرا كانَ أحسَنَ مِنهُ ، كَأَنَّهُ الدُّرُّ ، فَلَم أملِك أن رَفَعتُ صَوتي بِالبُكاءِ . فَقالَ : ما يُبكيكَ أيُّهَا الشَّيخُ؟
قُلتُ : يُبكيني ما رَأَيتُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، رَأَيتُهُ يَمَصُّ مَوضِعَ هذَا القَضيبِ ، ويَلثِمُهُ ، ويَقولُ : اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ . ۴
راجع : ج ۸ ص ۲۲ (القسم التاسع / الفصل الرابع / رأس الإمام عليه السلام في مجلس ابن زياد) .