۳۱۹۳.كامل الزيارات عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق عليه السلامـ في بَيانِ كَيفِيَّةِ زِيارَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام ـ: ... ولا تَدَّهِن ولا تَكتَحِل حَتّى تَأتِيَ الفُراتَ ، وأقِلَّ مِنَ الكَلامِ وَالمِزاحِ ، وأكثِر مِن ذِكرِ اللّهِ تَعالى ، وإيّاكَ وَالمِزاحَ وَالخُصومَةَ! ۱
د ـ الصَّمتُ
۳۱۹۴.كامل الزيارات عن عبدالملك بن مقرن عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليه السلام :إذا زُرتُم أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَالزَمُوا الصَّمتَ إلّا مِن خَيرٍ ، وإنَّ مَلائِكَةَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ مِنَ الحَفَظَةِ تَحضُرُ المَلائِكَةَ الَّذينَ بِالحائِرِ ، فَتُصافِحُهُم فَلا يُجيبونَها مِن شِدَّةِ البُكاءِ ، فَيَنتَظِرونَهُم حَتّى تَزولَ الشَّمسُ وحَتى يُنَوَّرَ الفَجرُ ثُمَّ يُكَلِّمونَهُم ويَسأَلونَهُم عَن أشياءَ مِن أمرِ السَّماءِ ، فَأَمّا ما بَينَ هذَينِ الوَقتَينِ فَإِنَّهُم لا يَنطِقونَ ولا يَفتُرونَ عَنِ البُكاءِ وَالدُّعاءِ ، ولا يَشغَلونَهُم في هذَينِ الوَقتَينِ عَن أصحابِهِم ، فَإِنَّما شُغُلُهُم بِكُم إذا نَطَقتُم .
قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! ومَا الَّذي يَسأَلونَهُم عَنهُ؟ وأيُّهُم يَسأَلُ صاحِبَهُ ، الحَفَظَةُ أو أهلُ الحائِرِ؟
قالَ: أهلُ الحائِرِ يَسأَلونَ الحَفَظَةَ؛ لِأَنَّ أهلَ الحائِرِ مِنَ المَلائِكَةِ لا يَبرَحونَ ، وَالحَفَظَةُ تَنزِلُ وتَصعَدُ .
قُلتُ : فَما تَرى يَسأَلونَهُم عَنهُ؟
قالَ : إنَّهُم يَمُرّونَ إذا عَرَجوا بِإِسماعيلَ صاحِبِ الهَواءِ ، فَرُبَّما وافَقُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله وعِندَهُ فاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وَالأَئِمَّةُ مَن مَضى مِنهُم ، فَيَسأَلونَهُم عَن أشياءَ وعَمَّن حَضَرَ مِنكُمُ الحائِرَ ، ويَقولونَ : بَشِّروهُم بِدُعائِكُم .
فَتَقولُ الحَفَظَةُ : كَيفَ نُبَشِّرُهُم وهُم لا يَسمَعونَ كَلامَنا؟
فَيَقولونَ لَهُم : بارِكوا عَلَيهِم وَادعوا لَهُم عَنّا ، فَهِيَ البِشارَةُ مِنّا ، فَإِذَا انصَرَفوا فَحُفّوهُم ۲ بِأَجنِحَتِكُم حَتّى يُحِسّوا مَكانَكُم ، وإنّا نَستَودِعُهُمُ الَّذي لا تَضيعُ وَدائِعُهُ ، ولَو يَعلَموا ما في زِيارَتِهِ مِنَ الخَيرِ ، ويَعلَمُ ذلِكَ النّاسُ ، لَاقتَتَلوا عَلى زِيارَتِهِ بِالسُّيوفِ ، ولَباعوا أموالَهُم في إتيانِهِ .
وإنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلام إذا نَظَرَت إلَيهِم ومَعَها ألفُ نَبِيٍّ وألفُ صِدّيقٍ وألفُ شَهيدٍ ، ومِنَ الكَرُّوبِيّينَ ۳ ألفُ ألفٍ يُسعِدونَها عَلَى البُكاءِ ، وإنَّها لَتَشهَقُ شَهقَةً فَلا يَبقى فِي السَّماواتِ مَلَكُ إلّا بَكى رَحمَةً لِصَوتِها ، وما تَسكُنُ حَتّى يَأتِيَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَيَقولَ : يا بُنَيَّةُ ، قَد أبكَيتِ أهلَ السَّماواتِ ، وشَغَلتِهِم عَنِ التَّسبيحِ وَالتَّقديسِ ، فَكُفّي حَتّى يُقَدِّسوا؛ فَإِنَّ اللّهَ بالِغُ أمرِهِ .
وإنَّها لَتَنظُرُ إلى مَن حَضَرَ مِنكُم ، فَتَسأَلُ اللّهَ لَهُم مِن كُلِّ خَيرٍ ، ولا تَزهَدوا في إتيانِهِ ؛ فَإِنَّ الخَيرَ في إتيانِهِ أكثَرُ مِن أن يُحصى . ۴
1.كامل الزيارات : ص ۳۹۳ ح ۶۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۷۳ ح ۳۰ وراجع تمام الحديث : في هذه الموسوعة : ص ۳۴۲ ح ۳۲۳۶ .
2.يَحفُّونهم بأجنحتهم : أي يطوفون بهم ويدورون حولهم (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۸ «حفف») .
3.الكروبيّون : سادة الملائكة منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل ، هم المقرّبون ، أقرب الملائكة إلى حملة العرش (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۱۴ «كرب») .
4.كامل الزيارات : ص ۱۷۷ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۲۴ ح ۱۷ .