۶۸۱.دعائم الإسلام :رُوِّينا عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ أعطَى الرّايَةَ يَومَ الجَمَلِ لِمُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ فَقَدَّمَهُ بَينَ يَدَيهِ ، وجَعَلَ الحَسَنَ عليه السلام في المَيمَنَةِ ، وجَعَلَ الحُسَينَ عليه السلام فِي المَيسَرَةِ . ۱
۶۸۲.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :لَمّا تَقاعَسَ مُحَمَّدٌ يَومَ الجَمَلِ عَنِ الحَملَةِ ، وحَمَلَ عَلِيٌّ عليه السلام بِالرّايَةِ ، فَضَعضَعَ أركانَ عَسكَرِ الجَمَلِ ، دَفَعَ إلَيهِ الرّايَةَ ، وقالَ : اُمحُ الاُولى بِالاُخرى ، وهذِهِ الأَنصارُ مَعَكَ . وضَمَّ إلَيهِ خُزَيمَةَ بنَ ثابِتٍ ذَا الشَّهادَتَينِ في جَمعٍ مِنَ الأَنصارِ ، كَثيرٌ مِنهُم مِن أهلِ بَدرٍ ، فَحَمَلَ حَمَلاتٍ كَثيرَةً ، أزالَ بِها القَومَ عَن مَواقِفِهِم وأبلى بَلاءً حَسَنا .
فَقالَ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ لِعَلِيٍّ عليه السلام : أما إنَّهُ لَو كانَ غَيرَ مُحَمَّدٍ اليَومَ لَافتَضَحَ ، ولَئِن كُنتَ خِفتَ عَلَيهِ الجُبنَ وهُوَ بَينَكَ وبَينَ حَمزَةَ وجَعفَرٍ لَما خِفناهُ عَلَيهِ ، وإن كُنتَ أرَدتَ أن تُعَلِّمَهُ الطِّعانَ فَطالَمَا عَلَّمتَهُ الرِّجالَ .
وقالَتِ الأَنصارُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَولا ما جَعَلَ اللّهُ تَعالى لِلحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلاملَما قَدَّمنا عَلى مُحَمَّدٍ أحَدا مِنَ العَرَبِ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أينَ النَّجمُ مِنَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ ؟ ! أما إنَّهُ قَد أغنى وأبلى ، ولَهُ فَضلُهُ ، ولا يَنقُصُ فَضلَ صاحِبَيهِ عَلَيهِ ، وحَسبُ صاحِبِكُم مَا انتَهَت بِهِ نِعمَةُ اللّهِ تَعالى إلَيهِ .
فَقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ! إنّا وَاللّهِ لا نَجعَلُهُ كَالحَسَنِ وَالحُسَينِ ، ولا نَظلِمُهُما لَهُ ، ولا نَظلِمُهُ ـ لِفَضلِهِما عَلَيهِ ـ حَقَّهُ ، فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أينَ يَقَعُ ابني مِنِ ابنَي بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ ! فَقالَ خُزَيمَةُ بنُ ثابِتٍ فيهِ :
مُحَمَّدُ ما في عودِكَ اليَومَ وَصمَةٌولا كُنتَ فِي الحَربِ الضَّروسِ ۲ مُعَرِّدا ۳
أبوكَ الَّذي لَم يَركَبِ الخَيلَ مِثلُهُعَلِيٌّ ، وسَمّاكَ النَّبِيُّ مُحَمَّدا
فَلَو كانَ حَقّا مِن أبيكَ خَليفَةٌلَكُنتَ ، ولكِن ذاكَ ما لا يَرى بَدا ۴
وأنتَ بِحَمدِ اللّهِ أطوَلُ غالِبٍلِسانا ، وأنداها بِما مَلَكَت يَدا
وأقرَبُها مِن كُلِّ خَيرٍ تُريدُهُقُرَيشٌ وأوفاها بِما قالَ مَوعِدا
وأطعَنُهُم صَدرَ الكَمِيِّ ۵ بِرُمحِهِوأكساهُمُ لِلهامِ عَضبا ۶ مُهَنَّدا
سِوى أخَوَيكَ السَّيِّدينِ كِلاهُماإمامُ الوَرى وَالدّاعِيانِ إلَى الهُدى
أبَى اللّهُ أن يُعطِيَ عَدُوِّكَ مَقعَدامِنَ الأَرضِ أو فِي الأَوجِ مَرقىً ومَصعَدا ۷
1.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۳۹۳ .
2.حرب ضَرُوس : أي أكول عضوض (تاج العروس : ج ۸ ص ۳۳۴ «ضرس») .
3.عرَّد الرجلُ : إذا فرّ (الصحاح : ج ۲ ص ۵۰۸ «عرد») .
4.اي إنَّ خلفاء ابيك معيّنون من قبل اللّه سبحانه ، ولستَ من الأئمة الاثني عشر .
5.الكَمِيّ : الشجاع ، أو لابس السلاح (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۸۳ «كمى») .
6.العَضْبُ : السيف القاطع . عضبَهُ عضبا : أي قطعَهُ (الصحاح : ج ۱ ص ۱۸۳ «عضب») .
7.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱ ص ۲۴۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۱۰۰ .