۴۶۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن الحسن البصري :كانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام سَيِّدا زاهِدا وَرِعا صالِحا ناصِحا حَسَنَ الخُلُقِ . ۱
۴۶۳.تاريخ دمشق عن عصام بن المصطلق :دَخَلتُ الكوفَةَ فَأَتَيتُ المَسجِدَ ، فَرَأَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام جالِسا فيهِ فَأَعجَبَني سَمتُهُ ورُواهُ ، فَقُلتُ : أنتَ ابنُ أبي طالِبٍ ؟ قالَ : أجَل ، فَأَثارِ مِنِّي الحَسَدُ ما كُنتُ اُجِنُّهُ لَهُ ولِأَبيهِ ، فَقُلتُ : فيكَ وبِأَبيكَ ! وبالَغتُ في سَبِّهِما ولَم اُكَنِّ ، فَنَظَرَ إلَيَّ نَظَرَ عاطِفٍ رَؤُوفٍ ، وقالَ : أمِن أهلِ الشّامِ أنتَ ؟ فَقُلتُ : أجَل ! شِنشِنَةٌ أعرِفُها مِن أخزَمَ ۲ . فَتَبَيَّنَ فِيَّ النَّدَمَ عَلى ما فَرَطَ مِنّي إلَيهِ .
فَقالَ : لا تَثريبَ عَلَيكَ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُمُ ۳ ، انبَسِط إلَينا في حَوائِجِكَ لَدَينا تَجِدنا عِندَ حُسنِ ظَنِّكَ بِنا ، فَلَم أبرَح وعَلى وَجهِ الأَرضِ أحَبُّ إلَيَّ مِنهُ ومِن أبيهِ .
وقُلتُ : اللّهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالاتِهِ ، ثُمَّ أنشَأتُ أقولُ :
أَلَم تَرَ أنَّ الحِلمَ زَينٌ لِأَهلِهِولا سِيَّما إن زانَ حِلمَكَ مَنصَبُ
سَليلُ ۴ رَسولِ اللّهِ يَقتَصُّ هَديَهُعَلَيهِ خِباءُ المُكرَماتِ مُطَنَّبُ ۵
قَريبٌ مِنَ الحُسنى بَعيدٌ مِنَ الخَنا ۶صَفوحٌ إذَا استَعتَبتَهُ فَهُوَ مُعتَبُ
صَفوحٌ عَلَى الباغي ولَو شاءَ لاقَهُبِشَنعاءَ فيها لِامرِىٍ مُتَأَدَّبُ
فَقُل لِمُسامِي الشَّمسِ أنّى تَنالُهاتَأَمَّل سَناها وَانظُرَن كَيفَ تَعرَبُ ۷
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۵۳ ؛ مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۱۹۲ ح ۸۰۰۶ نقلاً عن مجمع البحرين في مناقب السبطين .
2.أبو أخزم جدّ أبي حاتم طيء أو جدّ جدّه ، كان له ابن يقال له أخزم ، فمات أخزم وترك بنين فوثبوا يوما في مكان واحد على جدّهم أبي أخزم فأدموه ، فقال :
إنّ بنيّ رمّلوني بالدمِشنشنة أعرفها من أخزمِ
كأنّه كان عاقّا ، والشنشنة : الطبيعة ، أي أنّهم أشبهوا أباهم في طبيعته وخُلقه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۷۷ «خزم») .
3.إشارة إلى الآية ۹۲ من سورة يوسف .
4.السَّلِيلُ : الولد ، والاُنثى سليلة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۳۱ «سلل») .
5.مُطنّبُ : أي مشدود بالأطناب ، والطُنَب : حبل الخباء (الصحاح : ج ۱ ص ۱۷۲ «طنب») .
6.الخَنَا : الفُحش في القول (النهاية : ج ۲ ص ۸۶ «خنا») .
7.تاريخ دمشق : ج ۴۳ ص ۲۲۴ و راجع : تفسير القرطبي : ج ۷ ص ۳۵۰ .