وصار إلى رحمة اللّه تعالى ورضوانه.
قال: فصاح به صائح من أقاصي الناس وقال: كذبت ـ واللّه ـ يا عدوّ اللّه! ما كان معاوية واللّه بهذه الصفة، وإنّما كانت هذه صفة رسول اللّه صلىاللهعليهوسلم، وهذه أخلاقه وأخلاق أهل بيته، لا معاوية و لا أنت.
قال: فاضطرب الناس، وطلب الرجل فلم يقدروا عليه، وسكت الناس، وقام إلى يزيد رجل من شيعته يقال له: عطاء بن أبي صيفي، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تلتفت إلى مقالة الأعداء و قد اُعطيت خلافة اللّه من بعد أبيك، فأنت خليفتنا، وابنك معاوية وليّ العهد بعدك، لا نريد به بدلاً، ولا نبغي عنه حولاً، والسلام.
قال: ثمّ أنشأ يقول:
يزيدُ بن أبي سفيانَ هَل لَكُم
إلى ثَناءٍ وودٍّ غير مُنصَرمِ
إنّا نقولُ ويقضي (اللّه) معتذراً
مهما يشار بنا من صالحِ ندمِ
أفتديها بِلَكْم خَدَّها يزيد
و قالَ خُذها بلا نكس ولا بَرَمِ
لا تَمَهَّدَها في دار غيركُمُ
إِنّي أَخافُ عليكم حسرةَ الندمِ
إِنَّ الخلافةَ لم تعرف لِناكثكم
بينا دعائمها فيكم ولم ترمِ
لا يزال وفودٌ في دياركم
يَغشَونَ أبلَجَ سبّاقاً إلى الكرم
قال: فأمر له يزيد بجائزة حسناء، ثمّ قام يزيد على قدميه.
۵ / ۹
ذكر كلام يزيد بن معاوية
فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ معاوية كان عبداً من عباد اللّه، أنعم اللّه عليه ثمّ قبضه إليه، وهو خير ممّن كان بعده، ودون ممّن كان قبله، ولا اُزكّيه على اللّه، هو أعلم به منّي، فإن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنبه، وقد