المجال أنّ بعض روايات ابن أعثم لا نجدها في الكتب التاريخيّة إلاّ قليلاً، ولكنّها جاءت بين الحين والآخر في المصادر الاُخرى مثل كتب الحديث والسيرة بنفس الشكل، أو مع بعض الاختلافات وبشكل إجمالي.۱
وقد ذكرنا هنا القسم المتعلق بثورة الإمام الحسين عليهالسلام واستشهاده من هذا الكتاب بصورة كاملة وفي موضع واحد.۲ ويبدأ من موت معاوية وإن يزيد كان قد خرج للصيد إلى خارج دمشق ورجع إلى دمشق بعد ثلاثة أيّام من دفن معاوية. وينتهي بالاحداث المتعلقة بمجيء اهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله إلى الشام. وهذا نص الكتاب:
قال [ابن أعثم]:
وسار يزيد ومعه جماعة إلى قبر معاوية، فجلس وانتحب ساعة وبكى، وبكى الناس معه، ثمّ قام عن القبر وأنشأ يقول:
جاءَ البريدُ بِقرطاسٍ يَحثُّ بِهِ
فَأَوجَسَ القَلبُ مِن قرطاسِهِ فزعا
قُلنا لَكَ الوَيلُ ماذا في كِتابِكِم
قالَ الخَليفةُ أَمسى مُدنفاً وجعا
۵ / ۷
مادَت بنا الأرضُ أو كادتتميدُ بنا
كأنّما العِزّ من أركانها انقَطعا
إنّا نسيرُ على جردٍ مسوّمة
يغشى العجاج بنا والنجمُ ما طَلعا
لسنا نُبالي إذا بلّغنَ أرحلنا
ما ماتَ منهنَّ بالبيداءِ أو ظَلعا
حَتَّى دَفَنّا لخيرِ الناسِ كُلُّهِم
و خيرهم منتمى جِدّاً ومضطجعا
أَغرُّ أبلجُ يُستسقى الغمام به
لو صارَعَ الناس عَن أَحلامِهِم صُرعا