الباب، فاطّلع إليه النعمان وهو يظنّه الحسين، فقال: أنشدك اللّه إلاّ تَنَحَّيتَ، واللّه، ما أنا مسلّم إليك أمانتي، وما لي في قتالك من أَرَبٍ، فجعل لا يكلّمه، ثمّ إنّه دنا وتدلّى ۲ / ۴۴
النعمان من شرف فجعل يكلّمه، فقال: افتح لا فتحت، فقد طال ليلك. وسمعها إنسان خلفه فنكص إلى القوم الذين اتّبعوه من أهل الكوفة على أنّه الحسين، فقال: أي قوم! ابن مرجانة والذي لا إله غيره، ففتح له النعمان ودخل وضربوا الباب في وجوه الناس فانفضّوا.
وأصبح فنادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فخرج إليهم فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أما بعد؛ فإنّ أمير المؤمنين ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم، والإحسان إلى سامعكم ومطيعكم كالوالد البرّ، وسوطي وسيفي على مَن ترك أمري وخالف عهدي، فليُبقِ امرؤعلى نفسه، الصدق ينبي عنك لا الوعيد.
۲ / ۴۵
ثمّ نزل فأخذ العرفاء۱ والناس أخذاً شديداً فقال: اكتبوا إلى العرفاء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين، ومن فيكم من الحرورية وأهل الريب، الذين رأيهم الخلاف والشقاق، فمن يجيء بهم لنا فبرئ، ومن لم يكتب لنا أحداً فليضمن لنا ما في عرافته ألاّ يخالفنا منهم مخالف، ولا يبغِ علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برئت منه الذمّة، وحلال لنا دمه وماله، وأيّما عريف وجد في عرافته من بُغيَةِ أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا، صلب على باب داره، وألغيت تلك العرافة من العطاء.
ولمّا سمع مسلم بن عقيل رحمهالله بمجيء عبيد اللّه بن زياد الكوفة، ومقالته التي قالها، وما أخذ به العرفاء والناس، خرج من دار المختار حتّى انتهى إلى دار هانئ بن