وهشام الكلبي، وكذلك تاريخ الطبري والمدائني التي كانت في متناوله، ونقل عنها بشكل مباشر أو غير مباشر، وكذلك عن طريق سلسلة إسناده إلى المؤرّخين والمحدّثين قبله، استطاع أن يعدّ تاريخا صالحا للاعتماد عليه بشأن حياة أئمّة النبي صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام.
وقد أدّى الاُسلوب التلفيقي للمؤلّف في ذكر مجموع الحوادث والإشارة الإجماليّة إلى إسناد الروايات، بالإضافة إلى مكانة الشيخ المفيد وشهرته إلى أن يحظى كتاب الإرشاد منذ تأليفه ونشره بالإقبال، ويتحوّل إلى مرجع للكثير من استنادات العلماء، وأن تعتمد عليه المصادر التالية له.
خصّص المفيد رحمهالله حوالي سُبْع كتاب الإرشاد لحياة الإمام الحسين عليهالسلام ونهضة عاشوراء. وقد جاء هنا جميع ما ذكره الشيخ المفيد رحمهالله في هذا الكتاب فيما يتعلق بحياة الإمام الحسين عليهالسلام وثورته وشهادته.۱ وهذا نص الكتاب:
باب ذكر الإمام بعد الحسن بن عليّ عليهماالسلام وتاريخ مولده، ودلائل إمامته، ومبلغ سنّه، ومدّة لافته، ووقت وفاته وسببها، وموضع قبره، وعدد أولاده، ومختصر من أخباره
۲ / ۲۷
والإمام بعد الحسن بن عليّ عليهماالسلام أخوه الحسين بن عليّ، ابن فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليهم) بنصّ أبيه وجدّه عليه، ووصيّة أخيه الحسن إليه.
كنيته: أبو عبداللّه.
ولد بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وجاءت به اُمّه فاطمة عليهماالسلام إلى جدّه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، فاستبشر به وسمّاه حسيناً، وعقّ عنه كبشاً، وهو وأخوه بشهادة الرسول (صلّى اللّه عليه وعليهما) سيّدا شباب أهل الجنّة، وبالاتّفاق