فقال عبيد اللّه: انطلقوا بهذا إلى جبّانة السبيع فاضربوا عنقه بها، قال: فانطُلِق به فضربت عُنُقه.
قال: وأخرج عمارة بن صلخب الأزدي ـ وكان ممّن يريد أن يأتي مسلم بن عقيل بالنصرة لينصره ـ فاُتي به أيضاً عبيد اللّه، فقال له: ممّن أنت؟ قال: من الأزد. قال: انطلقوا به إلى قومه، فضُرِبَت عُنقُه فيهم، فقال عبداللّه بن الزبير الأسدي في قتله مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة المرادي ـ ويقال: قاله الفرزدق:
إِن كُنتِ لا تَدرينَ ما الموتُ فانظُري
إلى هانئٍ في السوقِ وابنِ عقيلِ
۵ / ۳۸۰
إلى بطَلٍ قد هَشَّمَ السيفُ وجهَهُ
و آخر يهوِي مِن طَمارٍ قَتيلِ
أصابَهما أمرُ الأمير فأصبحا
أحاديثَ من يسري بكُلّ سبيل
تَرى جَسَداً قد غيّر الموتُ لونَهُ
و نَضحَ دمٍ قَد سَال كُلَّ مسيلِ
فتىً هو أحيا من فتاةٍ حَييّة
و أقطعُ من ذي شَفرتَين صقيلِ
أ يركَبُ أسماءُ الهماليج آمِناً
و قد طلبته مَذحِجٌ بذُحولِ!
تُطِيفُ حواليه مُرادٌ وكلُّهُم
على رِقبة من سائلٍ ومَسولِ
فإن أنتمُ لم تثأروا بأَخيكُمُ
فكونوا بغايا اُرضِيَت بقليلِ
قال أبو مخنف: عن أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الكلبي، قال: ثمّ إنّ عبيد اللّه بن زياد لمّا قتلَ مسلماً وهانئاً بعث برؤسهما مع هانئ بن أبي حيّة الوادعي والزبير بن الأروح التميمي إلى يزيد بن معاوية، وأمر كاتبه عمرو بن نافع أن يكتب إلى يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ، فكتب إليه كتاباً أطال فيه ـ وكان أوّل من أطال في الكتب ـ فلمّا نظر فيه عبيد اللّه بن زياد كرهه، وقال: ما هذا التطويل وهذه الفضول؟ اكتب: