۵۳۳.المصنّف لابن أبي شيبة عن يعقوب بن زيد : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله كانَ يَتَّبِعُ غُبارَ المَسجِدِ بِجَريدَةٍ۱ .۲
۵۳۴.المناقب لابن شهر آشوب : كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله . . . يَقبَلُ الهَدِيَّةَ ولَو أنَّها جُرعَةُ لَبَنٍ ، ويَأكُلُها ولا يَأكُلُ الصَّدَقَةَ .۳
۵۳۵.المناقب لابن شهر آشوبـ في ذِكرِ آدابِ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله ـ : أمّا آدابُهُ فَقَد جَمَعَها بَعضُ العُلَماءِ وَالتَقَطَها مِنَ الأَخبارِ :
كانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله . . . يَجلِسُ عَلى الأَرضِ ويَنامُ عَلَيها ويَأكُلُ عَلَيها ، وكانَ يَخصِفُ النَّعلَ ، ويَرقَعُ الثَّوبَ ، ويَفتَحُ البابَ ، ويَحلِبُ الشّاةَ ، ويَعقِلُ البَعيرَ فَيَحلِبُها ، ويَطحَنُ مَعَ الخادِمِ إذا أعيى ، ويَضَعُ طَهورَهُ بِاللَّيلِ بِيَدِهِ ، ولا يَتَقَدَّمُهُ مُطرِقٌ ، ولا يَجلِسُ مُتَّكِئاً ، ويَخدِمُ في مَهنَةِ۴ أهلِهِ ، ويُقَطِّعُ اللَّحمَ ، وإذا جَلَسَ عَلى الطَّعامِ جَلَسَ مُحَقَّراً ، وكانَ يَلطَعُ أصابِعَهُ ، و لَم يَتَجَشَّأ قَطُّ ، ويُجيبُ دَعوَةَ الحُرِّ وَالعَبدِ ولَو عَلى ذِراعٍ أو كُراعٍ ، ويَقبَلُ الهَدِيَّةَ ولَو أنَّها جُرعَةُ لَبَنٍ ، ويَأكُلُها ولا يَأكُلُ الصَّدَقَةَ ، ولا يُثبِتُ بَصَرَهُ في وَجهِ أحَدٍ .
يَغضَبُ لِرَبِّهِ ولا يَغضَبُ لِنَفسِهِ ، وكانَ يَعصِبُ الحَجَرَ عَلى بَطنِهِ مِنَ الجوعِ ، يَأكُلُ ما حَضَرَ ولا يَرُدُّ ما وَجَدَ ، لا يَلبَسُ ثَوبَينِ ، يَلبَسُ بُرداً حِبَرَةً يَمَنِيَّةً۵وشَملَةً۶ جُبَّةَ صوفٍ ، وَالغَليظَ مِنَ القُطنِ وَالكَتّانِ ، وأَكثَرُ ثِيابِهِ البَياضُ . . . ويُردِفُ خَلفَهُ عَبدَهُ أو غَيرَهُ ، ويَركَبُ ما أمكَنَهُ مِن فَرَسٍ أو بَغلَةٍ أو حِمارٍ ، ويَركَبُ الحِمارَ بِلا سَرجٍ وعَليهِ العِذارُ۷ .
يَمشي راجِلاً وحافِياً بِلا رِداءٍ ولا عِمامَةٍ ولا قَلَنسُوَةٍ ، ويُشَيِّعُ الجَنائِزَ ، ويَعودُ المَرضى في أقصَى المَدينَةِ . يُجالِسُ الفُقَراءَ ويُؤاكِلُ المَساكينَ ويُناوِلُهُم بِيَدِهِ ، ويُكرِمُ أهلَ الفَضلِ في أخلاقِهِم ، ويَتَأَلَّفُ أهلَ الشَّرَفِ بِالبِرِّ لَهُم .
يَصِلُ ذَوي رَحِمِهِ مِن غَيرِ أن يُؤثِرَهُم عَلى غَيرِهِم إلاّ بِما أمَرَ اللّهُ ، ولا يَجفو عَلى أحَدٍ . يَقبَلُ مَعذِرَةَ المُتَعَذِّرِ إلَيهِ ، وكانَ أكثَرَ النّاسِ تَبَسُّماً ما لم يَنزِل عَلَيهِ القُرآنُ ولَم تَجرِ عِظَةٌ ، ورُبَّما ضَحِكَ مِن غَيرِ قَهقَهَةٍ .
لا يَرتَفِعُ عَلى عَبيدِهِ وإمائِهِ في مَأكَلٍ ولا في مَلبَسٍ . ما شَتَمَ أحَداً بِشَتمَةٍ ، ولا لَعَنَ امرَأةً ولا خادِماً بِلَعنَةٍ ، ولا لاموا أحَداً إلاّ قالَ : دَعوهُ ، ولا يَأتيهِ أحَدٌ حُرّاً وعَبداً وأمَةً إلاّ قامَ مَعَهُ في حاجَتِهِ .
لا فَظٌّ ولا غَليظٌ ولا صَخّابٌ في الأَسواقِ ، ولا يجزي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ولكِن يَغفِرُ ويَصفَحُ ، ويَبدَأُ مَن لَقِيَهُ بِالسَّلامِ ، ومَن رامَهُ بِحاجَةٍ صابَرَهُ حَتّى يَكونَ هُوَ المُنصَرِفَ .
ما أخَذَ أحَدٌ يَدَهُ فَيُرسِلُ يَدَهُ حَتّى يُرسِلَها ، وإذا لَقِيَ مُسلِماً بَدَأَهُ بِالمُصافَحَةِ ، وكانَ لا يَقومُ ولا يَجلِسُ إلاّ عَلى ذِكرِ اللّهِ ، وكانَ لا يَجلِسُ إلَيهِ أحَدٌ وهُوَ يُصَلّي إلاّ خَفَّفَ صَلاتَهُ وأَقبَلَ عَلَيهِ وقالَ : أ لَكَ حاجَةٌ ؟ وكانَ أكثَرُ جُلوسِهِ أن يَنصِبَ ساقَيهِ جَميعاً ، وكانَ يَجلِسُ حَيثُ يَنتَهي بِهِ المَجلِسُ ، وكانَ أكثَرَ ما يَجلِسُ مُستَقبِلَ القِبلَةِ ، وكانَ يُكرِمُ مَن يَدخُلُ عَلَيهِ حَتّى رُبَّما بَسَطَ ثَوبَهُ ، ويُؤثِرُ الدّاخِلَ بِالوِسادَةِ الَّتي تَحتَهُ .۸
1.الجَريدةُ : السعفَةُ ، وجمعها جريد (النهاية : ج ۱ ص ۲۵۷ «جرد») .
2.المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۱ ص ۴۳۵ ح ۵ .
3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۱۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۲۷ ح ۳۴ .
4.المَهنَة : الخِدمة (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۶ «مهن») .
5.الحَبير من البرود : ما كان مَوشِيّاً مَخطّطاً . يقال : بُردٌ حبير ، وبُردُ حِبرَة ، وهو بُردُ يمانٍ (النهاية : ج ۱ ص ۳۲۸ «حبر») .
6.الشَّملَة : كساء يُتَغَطّى به ويُتَلَفَّف فيه (النهاية : ج ۲ ص ۵۰۱ «شمل») .
7.العِذَارُ من اللجام : ما سال على خدّ الفرس ، و في التهذيب : وعِذارُ اللجام ما وقع منه على خَدّي الدابة ، وقيل : عذَارُ اللجام السَّيْرانِ اللذان يجتمعان عند القَفا ، والجمع عُذُرٌ ... العِذاران من الفَرَس كالعارضين من وَجه الإنسان ، ثمّ سُمّي السير الذي يكون عليه اللجام عِذارا باسم موضعه (لسان العرب : ج ۴ ص ۵۴۹ «عذر») .
8.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۱۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۲۶ ح ۳۴ .