۳۲۰۳.الأمالى للطوسي عن بكر بن عبداللّه : إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله وهُوَ مَوقوذٌ۱ ـ أو قالَ : مَحمومٌ ـ فَقالَ لَهُ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أشَدَّ وَعَكَكَ ؟ فَقالَ : ما مَنَعَني ذلِكَ أن قَرَأتُ اللَّيلَةَ ثَلاثينَ سورَةً فيهِنَّ السَّبعُ الطُّوالُ .
فَقالَ عُمَرُ : يا رَسولَ اللّهِ ، غَفَرَ اللّهُ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ وأَنتَ تَجتَهِدُ۲هذَا الاِجتِهادَ ؟ فَقالَ : يا عُمَرُ ، أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا ؟ !۳
۳۲۰۴.تاريخ دمشق عن أنس : تَعَبَّدَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله حَتّى صارَ كَالشَّنِّ البالي ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، ما يَحمِلُكَ عَلى هذَا الاِجتِهادِ كُلِّهِ وقَد غُفِرَ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ ؟ قالَ : أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا ؟ !۴
۳۲۰۵.الإمام عليّ عليه السلام : لَقَد رَأَيتُنا لَيلَةَ بَدرٍ وما فينا إلاّ مَن نامَ ، غَيرُ رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَإِنَّهُ كانَ مُنتَصِبا في أصلِ شَجَرَةٍ ، يُصَلّي ويَدعو حَتَّى الصَّباحِ .۵
۳۲۰۶.حلية الأولياء عن حذيفة بن اليمان : لَقيتُ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله بَعدَ العَتَمَةِ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ائذَن لي أن أتَعَبَّدَ بِعِبادَتِكَ اللَّيلَةَ ، فَذَهَبَ وذَهَبتُ مَعَهُ إلَى البِئرِ ، فَأَخَذتُ ثَوبَهُ ، فَسَتَرتُ عَلَيهِ ووَلَّيتُهُ ظَهري ، ثُمَّ أخَذَ ثَوبي فَسَتَرَ عَلَيَّ حَتَّى اغتَسَلتُ ، ثُمَّ أتَى المَسجِدَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ وأَقامَني عَن يَمينِهِ ، ثُمَّ قَرَأَ فاتِحَةَ الكِتابِ ، ثُمَّ استَفتَحَ البَقَرَةَ ، لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحمَةٍ إلاّ سَأَلَ ، ولا آيَةِ خَوفٍ إلاَّ استَعاذَ ، ولا مَثَلٍ إلاّ فَكَّرَ ، حَتّى خَتَمَها .
ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ في رُكوعِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ» ويُرَدِّدُ فيهِ شَفَتَيهِ حَتّى أظُنُّ أنَّهُ يَقولُ : «وبِحَمدِهِ» ، فَمَكَثَ في رُكوعِهِ قَريبا مِن قِيامِهِ ورَفَعَ رَأسَهُ .
ثُمَّ سَجَدَ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ في سُجودِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى» ويُرَدِّدُ شَفَتَيهِ ، فَأَظُنُّ أنَّهُ يَقولُ : «وبِحَمدِهِ» ، فَمَكَثَ في سُجودِهِ قَريبا مِن قِيامِهِ .
ثُمَّ نَهَضَ حينَ فَرَغَ مِن سَجدَتَيهِ فَقَرَأَ بِفاتِحَةِ الكِتابِ ، ثُمَّ استَفتَحَ آلَ عِمرانَ ، لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحمَةٍ إلا سَأَلَ ولا آيَةِ خَوفٍ إلاَّ استَعاذَ ، ولا مَثَلٍ إلاّ فَكَّرَ ، حَتّى خَتَمَها ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرُّكوعِ وَالسُّجودِ كَفِعلِهِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ سَمِعتُ النِّداءَ بِالصُّبحِ .
قالَ حُذَيفَةُ : فَما تَعَبَّدتُ بِعِبادَةٍ كانَت أشَدَّ عَلَيَّ مِنها .۶
1.الموقوذ : الشديد المرض الذي قد أشرف على الموت ، وقد وقذه المرض والغمّ (لسان العرب : ج ۳ ص ۵۱۹ «وقذ») .
2.في المصدر : «تجهد» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3.الأمالي للطوسي : ص ۴۰۳ ح ۹۰۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۲۲ ح ۲۰ و راجع : تاريخ دمشق : ج ۴ ص ۱۴۳ ح ۹۷۶ والدرّ المنثور : ج ۷ ص ۵۱۲ .
4.تاريخ دمشق : ج ۴ ص ۱۴۳ ح ۹۷۵ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۱۳۲ ح ۴۷ عن الحسن ، تفسير الآلوسي : ج ۲۶ ص ۹۱ كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۱۷۹ ح ۱۸۵۸۰ نقلاً عن ابن النجّار .
5.الإرشاد : ج ۱ ص ۷۳ عن حارث بن مضرب ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۲۷۹ ح ۱۷ ؛ مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۲۶۵ ح ۱۰۲۳ ، صحيح ابن خزيمة : ج ۲ ص ۵۳ ح ۸۹۹ ، صحيح ابن حبّان : ج ۶ ص ۳۲ ح ۲۲۵۷ ، مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۱۷۵ ح ۲۷۵ كلّها عن حارث بن مضرب نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۳۹۷ ح ۲۹۹۴۴ .
6.حلية الأولياء : ج ۶ ص ۱۲۸ الرقم ۳۶۰ ، المطالب العالية : ج ۱ ص ۱۴۲ ح ۵۲۰ ، تاريخ دمشق : ج ۵۳ ص ۱۵۴ كلاهما نحوه ، بغية الباحث : ص ۳۴۶ ح ۲۴۱ ، سبل الهدى والرشاد : ج ۸ ص ۲۷۹ و راجع : سنن أبي داود : ج ۱ ص ۲۳۱ ح ۸۷۴ وسنن النسائي : ج ۲ ص ۱۷۶ و ۲۲۴ .