۴ / ۴
ميثاقُ تَركِ المُخاصَمَةِ
الكتاب
« قَـتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الأَْخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَـغِرُونَ » .۱
الحديث
۴۱۳۸.الدرّ المنثور عن ابن شهاب :اُنزِلَت في أهلِ الكِتابِ : « قَـتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآْخِرِ »إلى قَولِهِ : « حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ »فَكانَ أوَّلَ مَن أعطَى الجِزيَةَ أهلُ نَجرانَ .۲
۴۱۳۹.تاريخ المدينة عن أبي الفتح :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله صالَحَ أهلَ نَجرانَ ، وكَتَبَ لَهُم كِتابا :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذا كِتابُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله رَسولِ اللّهِ لِأَهلِ نَجرانَ إذا كانَ حُكمُهُ عَلَيهِم ، أنَّ في كُلِّ سَوداءَ أو بَيضاءَ وصَفراءَ وتَمرَةٍ ورَقيقٍ ، وأَفضَلَ عَلَيهِم وتَرَكَ ذلِكَ لَهُم عَلى ألفَي حُلَّةٍ ، في كُلِّ صَفَرٍ ألفُ حُلَّةٍ ، وفي كُلِّ رَجَبٍ ألفُ حُلَّةٍ ، مَعَ كُلِّ حُلَّةٍ اُوقِيَّةٌ ما زادَت عَلَى الخَراجِ أو نَقَصَت عَلَى الأَواقِيِّ فَبِحِسابٍ ، وما قَضَوا مِن دُروعٍ أو خَيلٍ أو رِكابٍ أو عَرضٍ اُخِذَ مِنهُم بِحِسابٍ ، وعَلى نَجرانَ مَثواةُ رُسُلي ومُتعَتُهُم بِها عِشرينَ فَدونَهُ ، ولا يُحبَسُ رَسولٌ فَوقَ شَهرٍ ، وعَلَيهِم عارِيَّةٌ ثَلاثينَ دِرعا ، وثَلاثينَ فَرَسا ، وثَلاثينَ بَعيرا ، إذا كانَ كَيدٌ بِاليَمَنِ ومعذرةٌ .
وما هَلَكَ مِمّا أعاروا رَسولي مِن دُروعٍ أو خَيلٍ أو رِكابٍ فَهُوَ ضَمانٌ عَلى رَسولي حَتّى يُؤَدِّيَهُ إلَيهِم ، ولِنَجرانَ وحسبِها جِوارُ اللّهِ وذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَلى أنفُسِهِم ، ومِلَّتِهِم ، وأَرضِهِم ، وأَموالِهِم ، وغائِبِهِم ، وشاهِدِهِم ، وعَشيرَتِهِم ، وتَبَعِهِم ، وأَلاّ يُغَيَّروا مِمّا كانوا عَلَيهِ ، ولا يُغَيَّرُ حَقٌّ مِن حُقوقِهِم ولا مِلَّتِهِم ، ولا يُغَيَّرَ اُسقُفٌّ مِن اُسقُفِّيَّتِهِ ، ولا راهِبٌ مِن رَهبانِيَّتِهِ ، ولا واقِهٌ۳مِِن وَقهِيَّتِهِ ، وكُلُّ ما تَحتَ أيديهِم مِن قَليلٍ أو كَثيرٍ ، ولَيسَ عَلَيهِم ريبَةٌ ولا دَمُ جاهِلِيَّةٍ ، ولا يُحشَرونَ ولا يُعشَرونَ۴، ولا يَطَأُ أرضَهُم جَيشٌ ، ومَن سَأَلَ مِنهُم حَقّا فَبَينَهُمُ النَّصَفُ غَيرَ ظالِمينَ ولا مَظلومينَ ، ومَن أكَلَ رِبا مِن ذي قَبَلَ فَذِمَّتي مِنهُ بَريئَةٌ ، ولا يُؤخَذُ رَجُلٌ مِنهُم بِظُلمٍ آخَرَ ، وعَلى ما في هذِهِ الصَّحيفَةِ جِوارُ اللّهِ وذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسولِ اللّهِ ، حَتّى يَأتِيَ اللّهُ بِأَمرِهِ ما نَصَحوا وأَصلَحوا فيما عَلَيهِم غَيرَ مُنقَلِبينَ بِظُلمٍ .۵
1.التوبة : ۲۹ .
2.الدرّ المنثور : ج ۴ ص ۱۶۷ نقلاً عن ابن المنذر ، التمهيد لابن عبد البرّ : ج ۲ ص ۱۲۳ نحوه و راجع : إمتاع الأسماع : ج ۹ ص ۳۶۵ والمغني لابن قدامة : ج ۱۰ ص ۵۹۴ .
3.هكذا ورد بالقاف ، ولكن الجزري قال : الصواب الفاء وبعضهم يرويه بالقاف . والوافِه : القَيِّم على البيت الذي فيه صليب النصارى بِلُغة أهل الجزيرة (اُنظر : النهاية ج ۵ ص ۲۱۱ «وفه») .
4.لا يُحشَرون ولا يُعشَرون : أي لا يُندَبون إلى المغازي ولا تُضرَب عليهم البعوث . وقيل : لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم ، بل يأخذها في أماكنهم (النهاية : ج ۱ ص ۳۸۹ «حشر») .
5.تاريخ المدينة : ج ۲ ص ۵۸۴ ، الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۸۷ عن الزهري ، تفسير مقاتل بن سليمان : ج ۱ ص ۲۱۲ عن ابن عبّاس ، إمتاع الأسماع : ج ۱۴ ص ۷۰ ، سبل الهدى والرشاد : ج ۶ ص ۴۲۰ كلّها نحوه .