الفَصلُ الرّابِع: سِياسَتُهُ في مُعامَلَةِ أهلِ الكِتابِ
۴ / ۱
الدَّعوَةُ إلَى التَّوحيدِ
الكتاب
« قُلْ يَـأَهْلَ الْكِتَـبِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْـٔا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ » .۱
الحديث
۴۱۲۴.تاريخ الطبري :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله عَمرَو بنَ اُمَيَّةَ الضَّمرِيَّ إلَى النَّجاشِيِّ ، في شَأنِ جَعفَرِ بن أبي طالِبٍ وأَصحابِهِ ، وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
مِن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ إلَى النَّجاشِيِّ الأَصحَمِ۲مَلِكِ الحَبَشَةِ ، سِلمٌ أنتَ ، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكَ اللّهَ المَلِكَ القُدّوسَ ، السَّلامَ المُؤمِنَ المُهَيمِنَ ، وأَشهَدُ أنّ عيسَى بنَ مَريَمَ روحُ اللّهِ وكَلِمَتُهُ ، ألقاها إلى مَريَمَ البَتولِ الطَّيِّبَةِ الحَصينَةِ ، فَحَمَلَت بِعيسى ، فَخَلَقَهُ اللّهُ مِن روحِهِ ، ونَفَخَهُ كَما خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ ونَفَخَهُ ، وإنّي أدعوكَ إلَى اللّهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَالمُوالاةِ عَلى طاعَتِهِ ، وأَن تَتَّبِعَني وتُؤمِنَ بِالَّذي جاءَني ، فَإِنّي رَسولُ اللّهِ ، وقَد بَعَثتُ إلَيكَ ابنَ عَمّي جَعفَرا ونَفَرا مَعَهُ مِنَ المُسلِمينَ ، فَإِذا جاءَكَ فَأَقرِهِم۳ودَعِ التَّجَبُّرَ ، فَإِنّي أدعوكَ وجُنودَكَ إلَى اللّهِ ، فَقَد بَلَّغتُ ونَصَحتُ فَاقبَلوا نُصحي ، وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى .۴
1.آل عمران : ۶۴ .
2.الأصحم : الأسود الحالك . أو هو سواد إلى الصفرة ، وقيل : هي لون من الغبرة إلى سواد قليل (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۳۳ «صحم») .
3.القرى : الإحسان إلى الضيف (ترتيب كتاب العين : ص ۶۶۲ «قري») .
4.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۶۵۲ ، البداية والنهاية : ج ۳ ص ۸۳ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ج ۲ ص ۴۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۱۱۸ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۳۲۴ ح ۴۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۴۱۸ ح ۵ .