« وَلَقَدْ كَانُواْ عَـهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ الْأَدْبَـرَ وَ كَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْـٔولاً » .۱
الحديث
۳۹۶۱.مسند ابن حنبل عن جابر :مَكَثَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله بِمَكَّةَ عَشرَ سِنينَ۲، يَتبَعُ النّاسَ في مَنازِلِهِم بِعُكاظَ ومَجَنَّةَ ، وفِي المَواسِمِ بِمِنىً ، يَقولُ : مَن يُؤويني ، مَن يَنصُرُني حَتّى اُبَلِّغَ رِسالَةَ رَبّي ولَهُ الجَنَّةُ ؟
... فَقُلنا : حَتّى مَتى نَترُكُ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله يُطرَدُ مِن جِبالِ مَكَّةَ ويَخافُ ؟ فَرَحَلَ إلَيهِ مِنّا سَبعونَ رَجُلاً حَتّى قَدِموا عَلَيهِ فِي المَوسِمِ ، فَواعَدناهُ شِعبَ العَقَبَةِ ، فَاجتَمَعنا عَلَيهِ مِن رَجُلٍ ورَجُلَينِ ، حَتّى تَوافَينا فَقُلنا : يا رَسولَ اللّهِ نُبايِعُكَ .
قالَ : تُبايِعوني عَلَى السَّمعِ وَالطّاعَةِ فِي النَّشاطِ وَالكَسَلِ ، وَالنَّفَقَةِ فِي العُسرِ وَاليُسرِ ، وعَلَى الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، وأن تَقولوا فِي اللّهِ لا تَخافونَ فِي اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ ، وعَلى أن تَنصُروني فَتَمنَعوني إذا قَدِمتُ عَلَيكُم ، مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ أنفُسَكُم وأَزواجَكُم وأَبناءَكُم ؛ ولَكُمُ الجَنَّةُ . قالَ : فَقُمنا إلَيهِ فَبايَعناهُ .۳
1.قال مقاتل والكلبي : هم سبعون رجلاً بايعوا النبيّ۹ ليلة العقبة وقالوا : اشترط لنفسك ولربّك ما شئت . فقال : «أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا تمنعون منه نساءكم وأموالكم وأولادكم» فقالوا : فمالنا إذا فعلنا ذلك يا نبيّ اللّه؟ قال : «لكم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة».
قال مقاتل : يريد ليلة العقبة «وَ كَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْـٔولاً»يسألون عنهم في الآخرة (راجع : مجمع البيان : ج ۸ ص ۵۴۵ ، تفسير القرطبي : ج ۱۴ ص ۱۵۰) .
2.نظرا إلى وجود النصوص العديدة الدالّة على وقوع هذه البيعة في السنة الثالثة عشرة من البعثة النبويّة الشريفة ، فالمقصود هنا هو السنة العاشرة من زمان إعلان الدعوة النبويّة بعد أن كانت سرِّيّة في بداياتها .
3.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۶۷ ح ۱۴۴۶۳ ، السنن الكبرى : ج ۸ ص ۲۵۱ ح ۱۶۵۵۶ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۶۸۱ ح ۴۲۵۱ نحوه .