۴۲۹۸.تنبيه الخواطر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله . . . لَمّا أكثَرَت قُرَيشٌ أذاهُ وضَربَهُ ، قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ ، فَلِذلِكَ قالَ اللّهُ تَعالى « وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ »۱.۲
۴۲۹۹.بشائر النّبوة :إنَّ صِفاتٍ اُخرى لِنَبِيِّ الإِسلامِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله قَد وَرَدَت في سِفرِ أشعِيا ، فَلنَتَفَحَّص وَلنَتَأَمَّل هذِهِ الصِّفاتِ . . . ذَهَبَ مُحَمَّدٌ صلى اللّه عليه و آله إلى مَدينَةِ الطّائِفِ لِيَدعُوَ أهلَها إلَى الإِسلامِ ولِيَنشُدَ مُسانَدَتَهُم لَهُ في نِضالِهِ ضِدَّ الوَثَنِيَّةِ . وهُناكَ بِالطّائِفِ رَفَضوا دَعوَتَهُسَخِروا مِنهُ وقَذَفوهُ بِالحِجارَةِ حَتّى أدمَوهُ ، ولَم يُثَبِّط كُلُّ ذلِكَ هِمَّتَهُ عَن أن يَدعُوَ لَهُم بِدَعوَةِ أشعِيا : «اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي فَإِنَّهُم لايَعلَمونَ» .۳
راجع : ج ۱ ص ۳۲۰ (صبر النبيّ صلى اللّه عليه و آله ) .
۷ / ۱۱
الاِمتِناعُ عَنِ الدُّعاءِ على عدّة من الأعداء
۴۳۰۰.صحيح البخاري عن عروة :أنَّ عائِشَةَ زَوجَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله حَدَّثَتهُ ، أنَّها قالَت لِلنَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله : هَل أتى عَلَيكَ يَومٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ اُحُدٍ ؟
قالَ : لَقَد لَقيتُ مِن قَومِكِ ما لَقيتُ ، وكانَ أشَدُّ ما لَقيتُ مِنهُم يَومَ العَقَبَةِ ؛ إذ عَرَضتُ نَفسي عَلَى ابنِ عَبدِ ياليلَ بنِ عَبدِ كُلالٍ ، فَلَم يُجِبني إلى ما أرَدتُ ، فَانطَلَقتُ ـ و أنا مَهمومٌ ـ عَلى وَجهي ، فَلَم استَفِق إلاّ وأَنا بِقَرنِ الثَّعالِبِ ، فَرَفَعتُ رَأسي ، فَإِذا أنا بِسَحابَةٍ قَد أظَلَّتني ، فَنَظَرتُ فَإِذا فيها جِبريلُ فَناداني فَقالَ : إنَّ اللّهَ قَد سَمِعَ قَولَ قَومِكَ لَكَ وما رَدّوا عَلَيكَ ، وقَد بَعَثَ اللّهُ إلَيكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأمُرَهُ بِما شِئتَ فيهِم .
فَناداني مَلَكُ الجِبالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قالَ : يا مُحَمَّدُ ، ذلِكَ فيما شِئتَ ، إن شِئتَ أن اُطبِقَ عَلَيهِمُ الأَخشَبَينِ ۴!
فَقالَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : بَل أرجو أن يُخرِجَ اللّهُ مِن أصلابِهِم مَن يَعبُدُ اللّهَ وَحدَهُ ، لا يُشرِكُ بِهِ شَيئا .۵
1.القلم : ۴ .
2.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۹۹ ، الطرائف : ص ۵۰۵ ، الإقبال : ج ۱ ص ۳۸۵ وليس فيه ذيله من «فلذلك» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۱۶۶ ح ۵ ؛ صحيح ابن حبّان : ج ۳ص ۲۵۴ ح ۹۷۳ ، المعجم الكبير : ج ۶ ص ۱۲۰ ح ۵۶۹۴ كلاهما عن سهل بن سعد وليس فيهما ذيله من «فلذلك» وكلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۳۷۹ ح ۲۹۸۸۳ .
3.بشائر النبوّة للبدوي : ص ۱۲۴ ـ ۱۲۸ .
4.الأخشبان : الجبلان المطيفان بمكّة ، وهما أبو قبيس والأحمر (النهاية : ج ۲ ص ۳۲ «خشب») .
5.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۱۸۰ ح ۳۰۵۹ ، صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۴۲۰ ح ۱۱۱ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۴ ص ۴۰۵ ح ۷۷۰۶ ، صحيح ابن حبّان : ج ۱۴ ص ۵۱۶ ح ۶۵۶۱ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۴۲۲ ح ۳۱۹۸۲ ؛ العمدة : ص ۳۳۵ ح ۵۶۱ نحوه .