۴۲۸۳.تاريخ الطبريـ في غَزوَةِ ذِي العَشيرَةِ ـ :وادَعَ فيهَا [النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله ] بَني مُدلِجٍ وحُلَفاءَهُم مِن بَني ضَمرَةَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى المَدينَةِ ولَم يَلقَ كَيدا .۱
۴۲۸۴.تاريخ اليعقوبيـ في ذِكرِ مُعاهَدَتِهِ صلى اللّه عليه و آله مَعَ بَني مُدلِجٍ ـ :غَزاةُ ذِي العَشيرَةِ مِن بَطنِ يَنبُعَ وادَعَ بِها [رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله ]بَني مُدلِجٍ وحُلفاءَ لَهُم مِن بَني ضَمرَةَ ، وكَتَبَ بَينَهُم كِتابا .۲
۴۲۸۵.تفسير القمّي :كانَ أشجَعُ بِلادُهُم قَريبا مِن بِلادِ بَني ضَمرَةَ ، وهُم بَطنٌ مِن كِنانَةَ ، وكانَت أشجَعُ بَينَهُم وبَينَ بَني ضَمرَةَ حِلفٌ فِي المُراعاةِ وَالأَمانِ ، فَأَجدَبَت بِلادُ أشجَعَ ، وأَخصَبَت بِلادُ بَني ضَمرَةَ ، فَصارَت أشجَعُ إلى بِلادِ بَني ضَمرَةَ ، فَلَمّا بَلَغَ رَسولَ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله مَسيرُهُم إلى بَني ضَمرَةَ تَهَيَّأَ لِلمَسيرِ إلى أشجَعَ ، فَيَغزوهُم لِلمُوادَعَةِ الَّتي كانَت بَينَهُ وبَينَ بَني ضَمرَةَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ : « وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ »إلخ ، ثُمَّ استَثنى بِأَشجَعَ فَقالَ : « إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَـقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَـتِلُوكُمْ أَوْ يُقَـتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَـتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَـتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً ».
وكانَت أشجَعُ مَحالُّهَا البَيضاءُ وَالجَبَلُ۳وَالمُستباحُ ، وقَد كانوا قَرُبوا مِن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَهابوا لِقُربِهِم مِن رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله أن يَبعَثَ إلَيهِم مَن يَغزوهُم ، وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله قَد خافَهُم أن يُصيبوا مِن أطرافِهِ شَيئا ، فَهَمَّ بِالمَسيرِ إلَيهِم ، فَبَينَما هُوَ عَلى ذلِكَ إذ جاءَت أشجَعُ ورَئيسُها مَسعودُ بنُ رُجَيلَةَ وهُم سَبعُمِئَةٍ ، فَنَزَلوا شِعبَ سَلعٍ ، وذلِكَ في شَهرِ رَبيعٍ الأَوَّلِ (الآخِرِ) سَنَةَ سِتٍّ ، فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله اُسَيدَ بنَ حُصَينٍ فَقالَ لَهُ : اِذهَب في نَفَرٍ مِن أصحابِكَ حَتّى تَنظُرَ ما أقدَمَ أشجَعَ .
فَخَرَجَ اُسَيدٌ ومَعَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِن أصحابِهِ ، فَوَقَفَ عَلَيهِم فَقالَ : ما أقدَمَكُم ؟ فَقامَ إلَيهِ مَسعودُ بنُ رُجَيلَةَ ـ وهُوَ رَئيسُ أشجَعَ ـ فَسَلَّمَ عَلى اُسَيدٍ وعَلى أصحابِهِ ، وقالوا : جِئنا لِنُوادِعَ مُحَمَّدا . فَرَجَعَ اُسَيدٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله فَأَخبَرَهُ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه و آله : خافَ القَومُ أن أغزُوَهُم فَأَرادُوا الصُّلحَ بَيني وبَينَهُم . ثُمَّ بَعَثَ إلَيهِم بِعَشَرَةِ أجمالِ تَمرٍ فَقَدَّمَها أمامَهُ ، ثُمَّ قالَ : «نِعمَ الشَّيءُ الهَدِيَّةُ أمامَ الحاجَةِ» ، ثُمَّ أتاهُم فَقالَ : يا مَعشَرَ أشجَعَ ، ما أقدَمَكُم ؟ قالوا : قَرُبت دارُنَا مِنكَ ، ولَيسَ في قَومِنا أقَلُّ عَدَدا مِنّا ، فَضِقنا بِحَربِكَ لِقُربِ دارِنا مِنكَ ، وضِقنا بِحَربِ قَومِنا۴لِقِلَّتِنا فيهِم ، فَجِئنا لِنُوادِعَكَ .
فَقَبِلَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله ذلِكَ مِنهُم ووادَعَهُم ، فَأَقاموا يَومَهُم ثُمَّ رَجَعوا إلى بِلادِهِم ، وفيهِم نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : « إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَـقٌ ».۵
1.تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۴۰۶ ، الطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۱۰ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۲ ص ۲۴۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۲۲ نحوه ، السيرة النبويّة لابن كثير : ج ۲ ص ۳۶۲ .
2.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۶۶ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۱۶۴ نحوه وليس فيه ذيله ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۸۷ ح ۴۳ ؛ دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۳ ص ۱۲ ، تفسير القرطبي : ج ۴ ص ۱۹۲ ، البداية والنهاية : ج ۳ ص ۲۴۷ وليس فيه ذيله وكلّها عن عمّار بن ياسر نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۱۴۱ ح ۳۶۴۴۳ .
3.في بحار الأنوار : «الحلّ» بدل «الجبل» .
4.في المصدر : «قومك» ، والتصويب من بحار الأنوار .
5.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۳۰۶ ح ۶ .