والآن يجب أن نرى لماذا انقلبت الاُمور خلال فترة قصيرة بعد قدوم ابن زياد إلى الكوفة ؟ ولماذا تغيّر الجوّ العامّ في الكوفة لصالح حكومة يزيد؟
وبعبارة اُخرى : ما هي النقاط السلبية التي كان المجتمع الكوفي يعاني منها إلى جانب الخصائص الإيجابية ، بحيث كان جوّ هذه المدينة العامّ لصالح الإمام الحسين عليه السلام يوماً ولصالح يزيد يوماً آخر ؟ وهل يمكن أن ننسب اتّجاه أهل الكوفة هذا إلى الشيعة كلّهم؟
من أجل الإجابة على هذه الأسئلة ، من الضروري تحليل سلوكيّات أهل الكوفة من الناحية الاجتماعية والنفسية ، ومعرفة النظام الإداري والاقتصادي المهيمن على هذه المدينة ، ولهذا سوف نتناول هذه القضايا في الفصول القادمة بالبحث ، ونفصّل الحديث بعدها عن أهمّ عوامل عدم نجاح ثورة الكوفة .