وعلى هذا الأساس فقد كانت الكوفة من الناحية الجغرافية أنسب منطقة لمحاربة حكومة يزيد .
ثالثاً : الموقع الثقافي
كانت الكوفة أهمّ قاعدة ثقافية في العالم الإسلامي فضلاً عن موقعها السياسي والعسكري والجغرافي ، وكانت سياسة الخليفة الثاني تقضي بأن يجعل في الكوفة جنوداً عالمين بالقرآن وغير عالمين بالسنّة ؛ ولذلك فقد منع نقل الحديث في الكوفة ، وبناءً على هذا فقد كان قرّاؤها في الغالب مسلمين ذوي بعد واحد وغير عالمين بالسنّة . ولكن وبعد تولّي الإمام عليّ عليه السلام الخلافة ، كان لسياساته المبدأية الثقافية في عهد حكمه من جهة ، وتواجد كبار أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله الذين كانوا قد قدموا إلى الكوفة ۱ مع الإمام عليّ عليه السلام من جهة اُخرى ، دور مؤثّر في التطوّر الثقافي لأهل الكوفة .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ قسماً من أهل الكوفة كانوا عند ثورة الإمام الحسين عليه السلام - حيث كان قد مرّ حوالي ۲۵ عاماً على بداية حكم الإمام عليّ عليه السلام - يتمتّعون بشكل نسبي بأعلى مستوى ثقافي بين المجتمعات الإسلامية ، ولذلك فقد كانت أرضية المطالبة بالإصلاح والثورة ضدّ ظلم بني اُمية وجورهم مهيّأة في هذه المدينة أكثر من أيّ مكان آخر ، وممّا يشهد على ذلك ثوراتهم المتكرّرة ضدّ أنظمة الحكم آنذاك بعد ثورة الإمام الحسين عليه السلام .
رابعاً : مركز محاربة حكومة الشام
كان الدور الحاسم لأهل الكوفة في الفتوح الإسلامية ومحاربتهم لحكومة الشام