بِها ، وأخَذَ الثَّلاثَةُ وَالأَربَعَةُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام يَتَخَلَّلونَ بَينَها ، فَيَشُدّونَ عَلَى الرَّجُلِ وهُوَ يُقَوِّضُ ، ويَنهَبُ فَيَرمونَهُ عَن قَريبٍ ، فَيَصرَعونَهُ ويَقتُلونَهُ .
فَأَمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أن يُحرِقوها بِالنّارِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : دَعوهُم فَليُحرِقوها ، فَإِنَّهُم لَو فَعَلوا لَم يَجوزوا إلَيكُم مِنها ، فَأَحرَقوها ، وكانَ ذلِكَ كَذلِكَ .
وقيلَ : قالَ لَهُ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ : أفزَعتَ النِّساءَ ثَكِلَتكَ اُمُّكَ ! فَاستَحيا مِن ذلِكَ ، وَانصَرَفَ عَنهُ ، وجَعَلوا لا يُقاتِلونَهُم إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ .
وشَدَّ أصحابُ زُهَيرِ بنِ القَينِ ، فَقَتَلوا أبا عُذرَةَ الضِّبابِيَّ منِ أصحابِ شِمرٍ .
قالَ : ولا يَزالُ يُقتَلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام الواحِدُ وَالاِثنانِ ، فَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِقِلَّتِهِم ، ويُقتَلُ مِن أصحابِ عُمَرَ العَشَرَةُ وَالعِشرونَ ، فَلا يَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِكَثرَتِهِم . ۱
۸۸۸.تاريخ الطبري عن أبي جناب : حَمَلَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ - وهُوَ عَلى مَيمَنَةِ النّاسِ - فِي المَيمَنَةِ ، فَلَمّا أن دَنا مِن حُسَينٍ عليه السلام جَثَوا لَهُ عَلَى الرُّكَبِ ، وأشرَعُوا الرِّماحَ نَحوَهُم ، فَلَم تُقدِم خَيلُهُم عَلَى الرِّماحِ ، فَذَهَبَتِ الخَيلُ لِتَرجِعَ ، فَرَشَقوهُم بِالنَّبلِ ، فَصَرَعوا مِنهُم رِجالاً ، وجَرَحوا مِنهُم آخَرينَ . ۲
۸۸۹.البداية والنهاية عن أبي جناب : حَمَلَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ أميرُ مَيمَنَةِ جَيشِ ابنِ زِيادٍ ، وجَعَلَ يَقولُ : قاتِلوا مَن مَرَقَ مِنَ الدِّينِ وفارَقَ الجَماعَةَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ يا حَجّاجُ! أعَلَيَّ تُحَرِّضُ النّاسَ ! أنَحنُ مَرَقنا مِنَ الدّينِ وأنتَ تُقيمُ عَلَيهِ ؟! سَتَعلَمونَ إذا فارَقَت أرواحُنا أجسادَنا مَن أولى بِصِلِيِّ النّارِ . ۳