81
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

وعندما التحق أهلُ الكوفة بالإمام عليّ عليه السلام في ذي قار ، مدحهم الإمام عليه السلام قائلاً :
أنتُم أشَدُّ العَرَبِ وُدّاً لِلنَّبِيِّ ولِأَهلِ بَيتِهِ ، وإنَّما جِئتُكُم ثِقَةً - بَعدَ اللَّهِ - بِكُم‏ . ۱
وبعد نهاية معركة الجمل أشاد بهم بهذه العبارات :
جزاكُمُ اللَّهُ مِن أهلِ مِصرٍ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكُم أحسَنَ ما يَجزِي العامِلينَ بِطاعَتِهِ وَالشّاكِرينَ لِنِعمَتِهِ ، فَقَد سَمِعتُم وأطَعتُم ، وَدُعيتُم فَأَجَبتُم‏ . ۲
كما كان معظم جنده في معركة صفّين من الكوفة ، حيث ذكرت المصادر التاريخية أنّ عدد جيش الإمام عليه السلام بلغ مئةً وعشرين ألفاً . ۳
وفي هذه المعركة نفسها عندما لاحظ الإمام عليه السلام ضعف جيشه أمام جيش الشام ، أشار إلى مكانتهم المهمّة في العالم الإسلامي ، خلال حديثٍ لام فيه جيشَه ، فقال :
أنتُم لَهاميمُ العَرَبِ ويَآفيخُ الشَّرَفِ ، وَالأَنفُ المُقَدَّمُ ، وَالسَّنامُ الأَعظَمُ‏ . ۴
وخاطبهم في موضع آخر بشي‏ء من الذمّ :
وأنتُم تَريكةُ الإِسلامِ ، وبَقِيَّةُ النّاسِ‏ . ۵

ثانياً : الموقع الجغرافي‏

كانت الكوفة قديماً في قلب البلاد الإسلامية ، وكانت أقرب منطقة لإدارتها ، خاصّة المناطق التي ضُمّت في عهد الخليفة الثاني إلى رقعة الدولة الإسلامية .
وفي عهد حكم الإمام عليّ عليه السلام انتقل مقرّ الخلافة من المدينة إلى الكوفة ، ولا شكّ في أنّ من أسباب ذلك - فضلاً عن الموقع الاقتصادي - قرب هذه المدينة من البلدان الإسلامية المختلفة ، وخاصّة لإرسال الجيوش لمحاربة معاوية .

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۰ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۲ .

3.راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۳ ص ۲۶۸ (القسم السادس / الحرب الثانية : وقعة صفّين / عدد المشاركين فيها) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۷ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
80

صدر الإسلام عدد ملفت للنظر من شيوخ القبائل والقادة العسكريّين الكبار وخيرة المقاتلين ؛ ولذلك فعندما خرج الإمام علي عليه السلام من المدينة متوجّهاً إلى العراق من أجل القضاء على فتنة الناكثين ، لم يكن يصطحب معه سوى سبعمئة مقاتل ۱ من المهاجرين والأنصار ، فيما التحق به من الكوفة اثنا عشر ألفاً . ۲
ومن الملفت للنظر أنّ الإمام بعث كتاباً يخاطب فيه أهل الكوفة عندما كان يريد الانطلاق من المدينة نحو البصرة ، يبدأ بهذه العبارات :
مِن عَبدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى‏ أهلِ الكوفَةِ جَبهَةِ الأَنصارِ وسَنامِ العَرَبِ‏ . ۳
وتفيد رواية الطبري أنّ الإمام عندما اُخبر في الطريق بأنّ المتمرّدين ذهبوا إلى البصرة ، فإنّه شعر بالطمأنينة وقال :
إنَّ أهلَ الكوفَةِ أشَدُّ إليّ حُبّاً ، وفيهِم رُؤوسُ العَرَبِ وأعلامُهُم‏ . ۴
كما كتب إليهم :
إنّي قَدِ اختَرتُكُم عَلَى الأَمصارِ وإنّي بِالأَثرَةِ . ۵
وجاء في رواية اُخرى أنّه كتب قائلاً :
فَإِنّى قَدِ اختَرتُكُم وَ النُّزولَ بَينَ أظهُرِكُم لِما أعرِفُ مِن مَوَدَّتِكُم و حُبِّكُم للَّهِ‏ِ عزّ وجلّ ولِرَسولِهِ صلى اللَّه عليه وآله... . ۶

1.الجمل : ص ۲۴۰ .

2.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۵۰۰ وراجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۳ ص ۶۳ (القسم السادس / الحرب الاُولى : وقعة الجمل) وص ۱۵۰ (الفصل الخامس / وصول قوّات الكوفة إلى الإمام عليه السلام) .

3.تاريخ الطبري: ج ۴ ص ۵۰۰.

4.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۷۷ .

5.في بعض المصادر «وإنّي بالأثر» وهو الأنسب (راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۴ ص ۱۶)

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8230
صفحه از 850
پرینت  ارسال به