وعندما التحق أهلُ الكوفة بالإمام عليّ عليه السلام في ذي قار ، مدحهم الإمام عليه السلام قائلاً :
أنتُم أشَدُّ العَرَبِ وُدّاً لِلنَّبِيِّ ولِأَهلِ بَيتِهِ ، وإنَّما جِئتُكُم ثِقَةً - بَعدَ اللَّهِ - بِكُم . ۱
وبعد نهاية معركة الجمل أشاد بهم بهذه العبارات :
جزاكُمُ اللَّهُ مِن أهلِ مِصرٍ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكُم أحسَنَ ما يَجزِي العامِلينَ بِطاعَتِهِ وَالشّاكِرينَ لِنِعمَتِهِ ، فَقَد سَمِعتُم وأطَعتُم ، وَدُعيتُم فَأَجَبتُم . ۲
كما كان معظم جنده في معركة صفّين من الكوفة ، حيث ذكرت المصادر التاريخية أنّ عدد جيش الإمام عليه السلام بلغ مئةً وعشرين ألفاً . ۳
وفي هذه المعركة نفسها عندما لاحظ الإمام عليه السلام ضعف جيشه أمام جيش الشام ، أشار إلى مكانتهم المهمّة في العالم الإسلامي ، خلال حديثٍ لام فيه جيشَه ، فقال :
أنتُم لَهاميمُ العَرَبِ ويَآفيخُ الشَّرَفِ ، وَالأَنفُ المُقَدَّمُ ، وَالسَّنامُ الأَعظَمُ . ۴
وخاطبهم في موضع آخر بشيء من الذمّ :
وأنتُم تَريكةُ الإِسلامِ ، وبَقِيَّةُ النّاسِ . ۵
ثانياً : الموقع الجغرافي
كانت الكوفة قديماً في قلب البلاد الإسلامية ، وكانت أقرب منطقة لإدارتها ، خاصّة المناطق التي ضُمّت في عهد الخليفة الثاني إلى رقعة الدولة الإسلامية .
وفي عهد حكم الإمام عليّ عليه السلام انتقل مقرّ الخلافة من المدينة إلى الكوفة ، ولا شكّ في أنّ من أسباب ذلك - فضلاً عن الموقع الاقتصادي - قرب هذه المدينة من البلدان الإسلامية المختلفة ، وخاصّة لإرسال الجيوش لمحاربة معاوية .
1.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۰ .
2.نهج البلاغة : الكتاب ۲ .
3.راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۳ ص ۲۶۸ (القسم السادس / الحرب الثانية : وقعة صفّين / عدد المشاركين فيها) .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۷ .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۰ .