عَلَى النّاكِثينَ الَّذينَ يَنقُضونَ الأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها ، وقَد جَعَلُوا اللَّهَ عَلَيهِم كَفيلاً .
ألا وإنَّ البَغِيَّ قَد رَكَنَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ المَسأَلَةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنَّا الدَّنِيَّةُ ، أبَى اللَّهُ ذلِكَ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ ، وحُجورٌ طابَت ، وبُطونٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ، ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، أن تُؤثَرَ مَصارِعُ الكِرامِ عَلى ظِئارِ ۱ اللِّئامِ ۲ ، ألا وإنّي زاحِفٌ بِهذِهِ الاُسرَةِ عَلى قُلِّ العَدَدِ وكَثرَةِ العَدُوِّ وخَذلَةِ النّاصِرِ ، ثُمَّ تَمَثَّلَ :
فَإِن نَهزِم فَهَزّامونَ قِدماًوإن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزَّمينا
وما إن طِبُّنا جُبنٌ ولكِنمَنايانا وطُعمَةُ آخَرينا
ألا ثُمَّ لا يَلبَثوا إلّا ريثَ ما يُركَبُ فَرَسٌ ، حَتّى تُدارَ بِكُم دَورَ الرَّحى ، ويُفلَقَ بِكُم فَلَقَ المِحوَرِ ، عَهداً عَهِدَهُ النَّبِيُّ إلى أبي : (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ)۳ ، الآيَةَ ، وَالآيَةَ الاُخرى . ۴
۸۶۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن عبد اللَّه بن الحسن : خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن أصحابِهِ حَتّى أتَى النّاسَ ، فَاستَنصَتَهُم ، فَأَبَوا أن يُنصِتوا .
فَقالَ لَهُم : وَيلَكُم ! ما عَلَيكُم أن تُنصِتوا إلَيَّ ، فَتَسمَعوا قَولي ، وإنَّما أدعوكُم إلى سَبيلِ الرَّشادِ ، فَمَن أطاعَني كانَ مِنَ المُرشَدينَ ، ومَن عَصاني كانَ مِنَ المُهلَكينَ ، وكُلُّكُم عاصٍ لِأَمري ، غَيرُ مُستَمِعٍ لِقَولي ، قَدِ انخَزَلَت عَطِيّاتُكُم مِنَ الحَرامِ ، ومُلِئَت
1.يَظْأَرُ : أي يَعطِفُهم على الصلح (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۸۰ «ظِئر») .
2.كذا في المصدر ، وفيه تأخير وتقديم ، والصواب : «أن تؤثر ظئار اللئام على مصارع الكرام (راجع : ترجمة الإمام الحسين المطبوعة بتحقيق المحمودي : ص ۲۱۷ الهامش ۸) .
3.يونس : ۷۱ .
4.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۵۸۷ نحوه وراجع : الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۶ ومطالب السؤول : ص ۷۲ .