قالَ :
تَبّاً لَكُم أيَّتُهَا الجَماعَةُ وتَرَحاً ! أحينَ استَصرَختُمونا وَلِهينَ ، فَأَصرَخناكُم موجِفينَ ، شَحَذتُم عَلَينا سَيفاً كانَ في أيمانِنا ، وحَشَشتُم عَلَينا ناراً قَدَحناها ۱ عَلى عَدُوِّكُم وعَدُوِّنا ، فَأَصبَحتُم إلباً عَلى أولِيائِكُم ، ويَداً عَلَيهِم لِأَعدائِكُم ، بِغَيرِ عَدلٍ رَأَيتُموهُ بَثّوهُ فيكُم ، ولا أصلٍ ۲ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، ومِن غَيرِ حَدَثٍ كانَ مِنّا ، ولا رَأيٍ يُفَيَّلُ ۳ فينا .
فَهَلّا لَكُمُ الوَيلاتُ إذ كَرِهتُموها ، تَرَكتُمونا وَالسَّيفُ مَشيمٌ ، وَالجَأشُ طامِنٌ ، وَالرَّأيُ لَم يَستَخِفَّ ، ولكِنِ استَصرَعتُم إلَينا طَيرَةَ الدَّبا ، وتَداعَيتُم إلَينا كَتَداعِي الفَراشِ قَيحاً وحَكَّةً وهَلوعاً ، وذِلَّةً لِطَواغيتِ الاُمَّةِ ، وشُذّاذِ الأَحزابِ ، ونَبَذَةِ الكِتابِ ، وعَصَبَةِ ۴ الآثامِ ، وبَقِيَّةِ الشَّيطانِ ، ومُحَرِّفِي الكَلامِ ، ومُطفِئِي السُّنَنِ ، ومُلحِقِي العَهَرَةِ بِالنَّسَبِ ، وأسَفِ المُؤمِنينَ ، ومُزاحِ المُستَهزِئينَ (الَّذِينَ جَعَلُواْ الْقُرْءَانَ عِضِينَ)۵ ، (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَلِدُونَ)۶ ، فَهؤُلاءِ تَعضُدونَ ، وعَنّا تَتَخاذَلونَ ؟
أجَل وَاللَّهِ ، الخَذلُ فيكُم مَعروفٌ ، وشَبَحَت ۷ عَلَيهِ عُروقُكُم ، وَاستَأزَرَت عَلَيهِ اُصولُكُم فَأَفرَعَكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ ثَمَرَةِ شَجَرَةٍ لِلنّاسِ ، واُكلَةٍ لِغاصِبٍ ۸ ، ألا فَلَعنَةُ اللَّهِ
1.في الطبعة المعتمدة : «فقدحناها» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .
2.كذا في الطبعة المعتمدة ، وفي الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي : «ولا أمل» ؛ وهو الأنسب للسياق وكما في الرواية اللاحقة .
3.فَالَ الرجل في رأيه وفيّل : إذا لم يُصِب فيه (النهاية : ج ۳ ص ۴۸۶ «فيل») .
4.في الطبعة المعتمدة : «وعضبة» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .
5.الحِجر : ۹۱ .
6.المائدة : ۸۰ .
7.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «وشجت» ، كما في نقل مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الذي سوف يأتي لاحقاً .
8.كذا في المصدر ، وفي نقل مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الذي سوف يأتي لاحقاً : «وشجت عليه عروقكم، وتوارثته اُصولكم وفروعكم ، ونبتت عليه قلوبكم ، وغشيت عليه صدوركم ، فكنتم أخبث شيء سنخاً للناصب وأكلة للغاصب»، وهو الأصحّ .