793
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

نَبِيِّكُم مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله: الحَسَنُ وَالحُسَينُ سَيِّدا شَبابِ أهلِ‏الجَنَّةِ ما خَلَا النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ، فَإن صَدَّقتُموني بِما أقولُ ، وهُوَ الحَقُّ ، فَوَاللَّهِ ما تَعَمَّدتُ كَذِباً مُنذُ عَلِمتُ أنَّ اللَّهَ يَمقُتُ عَلَيهِ أهلَهُ ، وإن كَذَّبتُموني فَإِنَّ فيكُم مِنَ الصَّحابَةِ مِثلَ : جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ ، وسَهلِ بنِ سَعدٍ ، وزَيدِ بنِ أرقَمَ ، وأنَسِ بنِ مالِكٍ ، فَاسأَلوهُم عَن هذا ؛ فَإِنَّهُم يُخبِرونَكُم أنَّهُم سَمِعوهُ مِن رَسولِ اللَّهِ ، فَإِن كُنتُم في شَكٍّ مِن أمري ، أفَتَشُكّونَ أنِّي ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ، فَوَاللَّهِ ، ما بَينَ المَشرِقَينِ وَالمَغرِبَينِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ غَيري .
وَيلَكُم ! أتَطلُبُونّي بِدَمِ أحَدٍ مِنكُم قَتَلتُهُ ، أو بِمالٍ استَملَكتُهُ ، أو بِقِصاصٍ مِن جِراحاتٍ استَهلَكتُهُ ؟ فَسَكَتوا عَنهُ لا يُجيبونَهُ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : وَاللَّهِ ، لا اُعطيهِم يَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا أفِرُّ فِرارَ العَبيدِ .
عِبادَ اللَّهِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ، وأعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ .
فَقالَ لَهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : يا حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ، أنَا أعبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرفٍ إن كُنتُ أدري ما تَقولُ ، فَسَكَتَ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ لِلشِّمرِ : يا عَدُوَّ اللَّهِ وعَدُوَّ رَسولِ اللَّهِ ، إنّي لَأَظُنُّكَ تَعبُدُ اللَّهَ عَلى‏ سَبعينَ حَرفاً ، وأنَا أشهَدُ أنَّكَ لا تَدري ما يَقولُ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَبارَكَ و تَعالى‏ قَد طَبَعَ عَلى‏ قَلبِكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : حَسبُكَ يا أخا بَني أسَدٍ ، فَقَد قُضِيَ القَضاءُ ، وجَفَّ القَلمُ ، وَاللَّهُ بالِغٌ أمرَهُ ، وَاللَّهِ ، إنّي لَأَشوَقُ إلى‏ جَدّي وأبي واُمّي وأخي وأسلافي مِن يَعقوبَ إلى‏ يوسُفَ وأخيهِ ، ولي مَصرَعٌ أنَا لاقيهِ . ۱

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج‏۱ ص‏۲۵۲ وراجع : مثيرالأحزان: ص‏۵۱ وكشف الغمّة: ج‏۲ ص‏۲۲۵ وص‏۲۶۷ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
792

وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا عُمَرُ ! لَيَكونَنَّ لِما تَرى‏ يَومٌ يَسوؤُكَ ، اللَّهُمَّ إنَّ أهلَ العِراقِ غَرّوني وخَدَعوني ، وصَنَعوا بِأَخي ما صَنَعوا ، اللَّهُمَّ شَتِّت عَلَيهِم أمرَهُم ، وأحصِهِم عَدَداً . ۱

۸۵۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : تَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ وَقَفَ قُبالَةَ القَومِ ، وجَعَلَ يَنظُرُ إلى‏ صُفوفِهِم كَأَنَّهَا السَّيلُ ، ونَظَرَ إلَى ابنِ سَعدٍ واقِفاً في صَناديدِ ۲ الكوفَةِ ، فَقالَ :
الحَمدُ للَّهِ‏ِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا فَجَعَلَها دارَ فَناءٍ وزَوالٍ ، مُتَصَرِّفَةً بِأَهلِها حالاً بَعدَ حالٍ ، فَالمَغرورُ مَن غَرَّتهُ ، وَالشَّقِيُّ مَن فَتَنَتهُ ، فَلا تَغُرَّنَّكُم هذِهِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّها تَقطَعُ رَجاءَ مَن رَكَنَ إلَيها ، وتُخَيِّبُ طَمَعَ مَن طَمِعَ فيها ، وأراكُم قَدِ اجتَمَعتُم عَلى‏ أمرٍ قَد أسخَطتُمُ اللَّهَ فيهِ عَلَيكُم ، فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ الكَريمِ عَنكُم ، وأحَلَّ بِكُم نَقِمَتَهُ ، وجَنَّبَكُم رَحمَتَهُ ؛ فَنِعمَ الرَّبُّ رَبُّنا ، وبِئسَ العَبيدُ أنتُم ، أقرَرتُم بِالطّاعَةِ ، وآمَنتُم بِالرَّسولِ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ إنَّكُم زَحَفتُم إلى‏ ذُرِّيَّتِهِ تُريدونَ قَتلَهُم! لَقَدِ استَحوَذَ ۳ عَلَيكُمُ الشَّيطانُ ، فَأَنساكُم ذِكرَ اللَّهِ العَظيمِ ، فَتَبّاً لَكُم ولِما ۴ تُريدونَ ؛ إنّا للَّهِ‏ِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، هؤُلاءِ قَومٌ كَفَروا بَعدَ إيمانِهِم ؛ فَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمينَ .
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : وَيلَكُم كَلِّموهُ فَإِنَّهُ ابنُ أبيهِ ، وَاللَّهِ ، لَو وَقَفَ فيكُم هكَذا يَوماً جَديداً لَما قَطَعَ ولَما حَصَرَ ، فَكَلِّموهُ ، فَتَقَدَّمَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَقالَ : يا حُسَينُ ، ما هذَا الَّذي تَقولُ ؟ أفهِمنا حَتّى‏ نَفهَمَ ؟
فَقالَ عليه السلام : أقولُ لَكُم : اِتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُم ولا تَقتُلونِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكُم قَتلي ولَا انتِهاكُ حُرمَتي ، فَإِنِّي ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ، وجَدَّتي خَديجَةُ زَوجَةُ نَبِيِّكُم ؛ ولَعَلَّهُ قَد بَلَغَكُم قَولُ

1.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۱ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۸ نحوه وليس فيه ذيله من «فقال عمر» .

2.صناديد القوم : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (النهاية : ج ۳ ص ۵۵ «صند») .

3.استحوذ عليهم الشيطان : أي استولى عليهم وحواهم إليه (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۷ «حوذ») .

4.في المصدر : «وما» ، والأصحّ ما أثبتناه كما في بحارالأنوار : ج ۴۵ ص ۶ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 17234
صفحه از 850
پرینت  ارسال به