77
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الفصل الثالث : تقييم سفر الإمام الحسين إلى العراق وثورة الكوفة

بعد خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة المنوّرة توقّف في مكّة حوالي أربعة أشهر وخمسة أيّام ، من الثالث من شعبان وحتّى الثامن من ذي الحجّة سنة ۶۰ للهجرة ، وبعد استلام كتاب مسلم بن عقيل عليه السلام من الكوفة ، والذي كان يفيد استعداد أهل الكوفة للدفاع عنه مقابل حكومة يزيد ، وكذلك بعد الإحساس بالخطر الأكيد من جانب عمّال السلطة في مراسم الحجّ ، غادر مكّة في الثامن من ذي الحجّة متّجهاً إلى الكوفة .
واستناداً إلى بعض الروايات ، فقد قبل الإمام عليه السلام دعوة أهل الكوفة واتّجه إلى هذه المدينة ، بالرغم من ممانعة الحكومة الاُمويّة له بشكل أكيد ، حيث كانت تمنعه عن السفر إلى الكوفة بشكل مباشر وغير مباشر ، وبعد أن رفض مقترحات البعض من المحبّين له ومن المغرضين وأصحاب المصالح الخاصّة ، الذين كانوا يلحّون عليه في أن ينثني عن عزمه ، مصوّرين له مخاطر هذا السفر ، إلّا أنّه استجاب لتلك الدعوة وسار إليهم ، وكان يخبر - تلويحاً ، بل صراحة - بشهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه في عدّة مواضع وهو متوجّه إلى كربلاء .
وعند انطلاقه من مكّة نحو العراق كتب إلى بني هاشم قائلاً :
مَن لَحِقَ بِيَ استُشهِدَ ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّي لَم يَبلُغِ الفَتحَ‏ . ۱
وتتبادر إلى الأذهان في هذا المجال عدّة تساؤلات لابدّ من إجابتها، وهي:
۱ . هل كان اختيار الكوفة كقاعدة للثورة ضدّ حكومة يزيد عملاً صحيحاً من

1.راجع : ص ۶۱۸ (كتاب الإمام عليه السلام إلى بني هاشم يخبرهم بالمستقبل) .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
76
  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8084
صفحه از 850
پرینت  ارسال به