767
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الأَداةِ ، فَلَم يُكَلِّمنا حَتّى‏ مَرَّ عَلى‏ أبياتِنا ، فَنَظَرَ إلى‏ أبياتِنا ، فَإِذا هُوَ لا يَرى‏ إلّا حَطَباً تَلتَهِبُ النّارُ فيهِ ، فَرَجَعَ راجِعاً ، فَنادى‏ بِأَعلى‏ صَوتِهِ : يا حُسَينُ ، استَعجَلتَ النّارَ فِي الدُّنيا قَبلَ يَومِ القِيامَةِ !
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: مَن هذا ؟ كَأَنَّهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ. فَقالوا: نَعَم، أصلَحَكَ اللَّهُ، هُوَ هُوَ.
فَقالَ : يَابنَ راعِيَةِ المِعزى‏ ! أنتَ أولى‏ بِها صِلِيّاً .
فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، جُعِلتُ فِداكَ ، ألا أرميهِ بِسَهمٍ ؟ فَإِنَّهُ قَد أمكَنَني ، ولَيسَ يَسقُطُ مِنّي سَهمٌ ، فَالفاسِقُ مِن أعظَمِ الجَبّارينَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا تَرمِهِ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن أبدَأَهُم . ۱

۸۳۶.الأخبار الطوال : أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ أن يَضُمّوا مَضارِبَهُم بَعضَهُم مِن بَعضٍ ، ويَكونوا أمامَ البُيوتِ ، وأن يَحفِروا مِن وَراءِ البُيوتِ اُخدوداً ، وأن يُضرِموا فيهِ حَطَباً وقَصَباً كَثيراً ؛ لِئَلّا يُؤتَوا مِن أدبارِ البُيوتِ ، فَيَدخُلوها . ۲

۸۳۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : فَلَمّا أيِسَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ القَومِ وعَلِمَ أنَّهُم مُقاتِلوهُ ، قالَ لِأَصحابِهِ : قوموا فَاحفِروا لَنا حَفيرَةً شِبهَ الخَندَقِ حَولَ مُعَسكَرِنا وأجِّجوا فيها ناراً ، حَتّى‏ يَكونَ قِتالُ هؤُلاءِ القَومِ مِن وَجهٍ واحِدٍ ؛ فَإِنَّهُم لَو قاتَلونا وشَغَلنا بِحَربِهِم لَضاعَتِ الحَرَمُ ، فَقاموا مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، فَتَعاوَنوا وَاحتَفَرُوا الحَفيرَةَ ، ثُمَّ جَمَعُوا الشَّوكَ وَالحَطَبَ ، فَأَلقَوهُ فِي الحَفيرَةِ ، وأجَّجوا فيهَا النّارَ . ۳

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۱ - ۴۲۳ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ - ۳۹۶ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۸ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۵ كلّها نحوه .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ .

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۸ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۶ نحوه وراجع : مطالب السؤول : ص ۷۶ و كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
766

وهُم عَلى‏ وَجَلٍ شَديدٍ ، وأنشَأَ الحُسَينُ عليه السلام يَقولُ :

يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ‏كَم لَكَ فِي الإِشراقِ وَالأَصيلِ‏
مِن طالِبٍ و صاحِبٍ قَتيلِ‏وَالدَّهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ‏
وإنَّمَا الأَمرُ إلَى الجَليلِ‏وكُلُّ حَيٍّ سالِكٌ سبيلِ‏
ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : قُوموا فَاشرَبوا مِنَ الماءِ يَكُن آخِرَ زادِكُم ، وتَوَضَّؤوا وَاغتَسِلوا ، وَاغسِلوا ثِيابَكُم لِتَكونَ أكفانَكُم . ثُمَّ صَلّى‏ بِهِمُ الفَجرَ ، وعَبَّأَهُم تَعبِئَةَ الحَربِ ، وأمَرَ بِحَفيرَتِهِ الَّتي حَولَ عَسكَرِهِ ، فَاُضرِمَت بِالنّارِ ؛ لِيُقاتِلَ القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ . ۱

۸۳۵.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحارث بن كعب وأبي الضحّاك عن عليّ بن الحسين [زين العابدين‏] عليه السلام : خَرَجَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] إلى‏ أصحابِهِ ، فَأَمَرَهُم أن يُقَرِّبوا بَعضَ بُيوتِهِم مِن بَعضٍ وأن يُدخِلُوا الأَطنابَ بَعضَها في بَعضٍ ، وأن يَكونوا هُم بَينَ البُيوتِ إلَّا الوَجهَ الَّذي يَأتيهِم مِنهُ عَدُوُّهُم ... .
قالَ أبو مِخنَفٍ : عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ عاصِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ بنِ عَبدِ اللَّهِ المِشرَقِيِّ قالَ : - في غداة عاشوراء - وجَعَلُوا البُيوتَ في ظُهورِهِم ، وأمَرَ بِحَطَبٍ وقَصَبٍ كانَ مِن وَراءِ البُيوتِ يُحرَقُ بِالنّارِ ؛ مَخافَةَ أن يَأتوهُم مِن وَرائِهِم .
قالَ : وكانَ الحُسَينُ عليه السلام أتى‏ بِقَصَبٍ وحَطَبٍ إلى‏ مَكانٍ مِن وَرائِهِم مُنخَفِضٍ كَأَنَّهُ ساقِيَةٌ ، فَحَفَروهُ في ساعَةٍ مِنَ اللَّيلِ ، فَجَعَلوهُ كَالخَندَقِ ، ثُمَّ ألقَوا فيهِ ذلِكَ الحَطَبَ وَالقَصَبَ ، وقالوا : إذا عَدَوا عَلَينا فَقاتَلونا ألقَينا فيهِ النّارَ ؛ كي لا نُؤتى‏ مِن وَرائِنا ، وقاتَلنَا القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ . فَفَعَلوا وكانَ لَهُم نافِعاً .
قالَ أبو مِخنَفٍ : فَحَدَّثَني عَبدُ اللَّهِ بنُ عاصِمٍ قالَ : حَدَّثَنِي الضَّحّاكُ المِشرَقِيُّ قالَ : لَمّا أقبَلوا نَحوَنا ، فَنَظَروا إلَى النّارِ تَضطَرِمُ فِي الحَطَبِ وَالقَصَبِ ، الَّذي كُنّا ألهَبنا فيهِ النّارَ مِن وَرائِنا لِئَلّا يَأتونا مِن خَلفِنا ، إذ أقبَلَ إلَينا مِنهُم رَجُلٌ يَركُضُ عَلى‏ فَرَسٍ كامِلِ

1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۶ ح ۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8673
صفحه از 850
پرینت  ارسال به