الأَداةِ ، فَلَم يُكَلِّمنا حَتّى مَرَّ عَلى أبياتِنا ، فَنَظَرَ إلى أبياتِنا ، فَإِذا هُوَ لا يَرى إلّا حَطَباً تَلتَهِبُ النّارُ فيهِ ، فَرَجَعَ راجِعاً ، فَنادى بِأَعلى صَوتِهِ : يا حُسَينُ ، استَعجَلتَ النّارَ فِي الدُّنيا قَبلَ يَومِ القِيامَةِ !
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: مَن هذا ؟ كَأَنَّهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ. فَقالوا: نَعَم، أصلَحَكَ اللَّهُ، هُوَ هُوَ.
فَقالَ : يَابنَ راعِيَةِ المِعزى ! أنتَ أولى بِها صِلِيّاً .
فَقالَ لَهُ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، جُعِلتُ فِداكَ ، ألا أرميهِ بِسَهمٍ ؟ فَإِنَّهُ قَد أمكَنَني ، ولَيسَ يَسقُطُ مِنّي سَهمٌ ، فَالفاسِقُ مِن أعظَمِ الجَبّارينَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا تَرمِهِ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن أبدَأَهُم . ۱
۸۳۶.الأخبار الطوال : أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ أن يَضُمّوا مَضارِبَهُم بَعضَهُم مِن بَعضٍ ، ويَكونوا أمامَ البُيوتِ ، وأن يَحفِروا مِن وَراءِ البُيوتِ اُخدوداً ، وأن يُضرِموا فيهِ حَطَباً وقَصَباً كَثيراً ؛ لِئَلّا يُؤتَوا مِن أدبارِ البُيوتِ ، فَيَدخُلوها . ۲
۸۳۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : فَلَمّا أيِسَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ القَومِ وعَلِمَ أنَّهُم مُقاتِلوهُ ، قالَ لِأَصحابِهِ : قوموا فَاحفِروا لَنا حَفيرَةً شِبهَ الخَندَقِ حَولَ مُعَسكَرِنا وأجِّجوا فيها ناراً ، حَتّى يَكونَ قِتالُ هؤُلاءِ القَومِ مِن وَجهٍ واحِدٍ ؛ فَإِنَّهُم لَو قاتَلونا وشَغَلنا بِحَربِهِم لَضاعَتِ الحَرَمُ ، فَقاموا مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، فَتَعاوَنوا وَاحتَفَرُوا الحَفيرَةَ ، ثُمَّ جَمَعُوا الشَّوكَ وَالحَطَبَ ، فَأَلقَوهُ فِي الحَفيرَةِ ، وأجَّجوا فيهَا النّارَ . ۳
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۱ - ۴۲۳ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ - ۳۹۶ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۰ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۸ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۵ كلّها نحوه .
2.الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ .
3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۸ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۶ نحوه وراجع : مطالب السؤول : ص ۷۶ و كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۲ .