المُرتَضى ، وأخِي الحَسَنُ الزَّكِيُّ ! يا خَليفَةَ الماضينَ وثِمالَ الباقينَ .
فَنَظَرَ الحُسَينُ عليه السلام إلَيها وقالَ : يا اُختاه لا يَذهَبَنَّ حِلمُكِ . فَقالَت : بِأَبي أنتَ واُمّي أسَتُقتَلُ؟! نَفسي لَكَ الفِداءُ .
فَرَدَّ غُصَّتَهُ وتَغَرغَرَت عَيناهُ بِالدُّموعِ ، ثُمَّ قالَ : هَيهاتَ هَيهاتَ! لَو تُرِكَ القَطا لَيلاً لَنامَ !
فَقالَت : يا وَيلَتاه ، أفَتَغتَصِبُ نَفسَكَ اغتِصاباً ، فَذلِكَ أقرَحُ لِقَلبي وأشَدُّ عَلى نَفسي ! ثُمَّ أهوَت إلى جَيبِها فَشَقَّتهُ ، وخَرَّت مَغشِيّاً عَلَيها .
فَقامَ عليه السلام فَصَبَّ عَلى وَجهِهَا الماءَ حَتّى أفاقَت ، ثُمَّ عَزّاها عليه السلام بِجُهدِهِ ، وذَكَّرَهَا المُصيبَةَ بِمَوتِ أبيهِ وجَدِّهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ . ۱