761
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

۸۳۱.أنساب الأشراف - عن الامام زين العابدين عليه السلام - : كانَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام حُوَيٌّ مَولى‏ أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ ، فَجَعَلَ يُعالِجُ سَيفَهُ ويُصلِحُهُ ، ويَقولُ :

يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ‏كَم لَكَ بِالإِشراقِ وَالأَصيلِ‏
مِن طالِبٍ و صاحِبٍ قَتيلِ‏وَالدَّهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ‏
وإنَّمَا الأَمرُ إلَى الجَليلِ‏وكُلُّ حَيٍّ سالِكٌ سَبيلِ‏
ورَدَّدَها حَتّى‏ حَفِظتُ ، وسَمِعَتها زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام ، فَنَهَضَت إلَيهِ تَجُرُّ ثَوبَها وهِيَ تَقولُ : واثُكلاه ! لَيتَ المَوتَ أعدَمَنِي الحَياةَ ! اليَومَ ماتَت فاطِمَةُ اُمّي وعَلِيٌّ أبي وَالحَسَنُ أخي ! يا خَليفَةَ الماضي وثِمالَ الباقي .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا اُخَيَّةُ ، لا يُذهِبَنَّ حِلمَكِ الشَّيطانُ .
قالَت : أتَغتَصِبُ نَفسَكَ اغتِصاباً ؟! ثُمَّ لَطَمَت وَجهَها ، وشَقَّت جَيبَها ، وهُوَ يُعَزّيها


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
760

مَغشِيّاً عَلَيها .
فَقامَ إلَيهَا الحُسَينُ عليه السلام ، فَصَبَّ عَلى‏ وَجهِهَا الماءَ ، وقالَ لَها : يا اُخَيَّةُ ، اتَّقِي اللَّهَ وتَعَزَّي بِعَزاءِ اللَّهِ ، وَاعلَمي أنَّ أهلَ الأَرضِ يَموتونَ ، وأنَّ أهلَ السَّماءِ لا يَبقَونَ ، وأنَّ كُلَّ شَي‏ءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَ اللَّهِ الَّذي خَلَقَ الأَرضَ بِقُدرَتِهِ ، ويَبعَثُ الخَلقَ فَيَعودونَ ، وهُوَ فَردٌ وَحدَهُ ، أبي خَيرٌ مِنّي ، واُمّي خَيرٌ مِنّي ، وأخي خَيرٌ مِنّي ، ولي ولَهُم ولِكُلِّ مُسلِمٍ بِرَسولِ اللَّهِ اُسوَةٌ .
قالَ : فَعَزّاها بِهذا ونَحوِهِ ، وقالَ لَها : يا اُخَيَّةُ ، إنّي اُقسِمُ عَلَيكِ فَأَبِرِّي قَسَمي ، لا تَشُقّي عَلَيَّ جَيباً، ولا تَخمُشي عَلَيَّ وَجهاً، ولا تَدعي عَلَيَّ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ إذا أنَا هَلَكتُ .
قالَ : ثُمَّ جاءَ بِها حَتّى‏ أجلَسَها عِندي ، وخَرَجَ إلى‏ أصحابِهِ ، فَأَمَرَهُم أن يُقَرِّبوا بَعضَ بُيوتِهِم مِن بَعضٍ ، وأن يُدخِلُوا الأَطنابَ ۱ بَعضَها في بَعضٍ ، وأن يَكونوا هُم بَينَ البُيوتِ إلَّا الوَجهَ الَّذي يَأتيهِم مِنهُ عَدُوُّهُم . ۲

۸۳۰.مقاتل الطالبيّين عن الحرث بن كعب عن عليّ بن الحسين [زين العابدين‏] عليه السلام : إنّي وَاللَّهِ لَجالِسٌ مَعَ أبي في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وأنَا عَليلٌ ، وهُوَ يُعالِجُ سِهاماً لَهُ ، وبَينَ يَدَيهِ جَونٌ مَولى‏ أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ ، إذِ ارتَجَزَ الحُسَينُ عليه السلام :

يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ‏كَم لَكَ بِالإِشراقِ وَالأَصيلِ‏
مِن صاحِبٍ و ماجِدٍ قَتيلِ‏وَالدَّهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ‏
وَالأَمرُ في ذاكَ إلَى الجَليلِ‏وكُلُّ حَيٍّ سالِكُ السَّبيلِ‏
قالَ : وأمّا أنَا فَسَمِعتُهُ ورَدَدتُ عَبرَتي .
وأمّا عَمَّتي فَسَمِعَتهُ دونَ النِّساءِ ، فَلَزِمَتهَا الرِّقَّةُ وَالجَزَعُ ، فَشَقَّت ثَوبَها ، ولَطَمَت وَجهَها ، وخَرَجَت حاسِرَةً تُنادي : وَاثُكلاه ! واحُزناه ! لَيتَ المَوتَ أعدَمَنِي الحَياةَ ، يا حُسَيناه! يا سَيِّداه ! يا بَقِيَّةَ أهلِ بَيتاه ! استَقَلتَ ۳ ويَئِستَ مِنَ الحَياةِ ، اليَومَ ماتَ جَدّي رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله واُمّي فاطِمَةُ الزَّهراءُ وأبي عَلِيٌّ وأخِي الحَسَنُ ! يا بَقِيَّةَ الماضينَ وثِمالَ الباقينَ .
فَقالَ لَها الحُسَينُ عليه السلام : يا اُختي! لَو تُرِكَ القَطا لَنامَ .
قالَت : فَإِنَّما تُغتَصَبُ نَفسُكَ اغتِصاباً ، فَذاكَ أطوَلُ لِحُزني ، وأشجى‏ لِقَلبي ! وخَرَّت مَغشِيّاً عَلَيها ، فَلَم يَزَل يُناشِدُها ، وَاحتَمَلَها حَتّى‏ أدخَلَهَا الخِباءَ . ۴

1.الطَنَبُ : حبل الخباء ، والجمع أطناب (الصحاح : ج ۱ ص ۱۷۲ «طنب») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۹ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۸ كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۳ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۳ وليس فيه ذيله من «فأمرهم» ، إعلام‏الورى : ج ۱ ص ۴۵۶ كلّها نحوه ، روضة الواعظين : ص ۲۰۳ وليس فيه ذيله من «فأمّا عمّتي» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۹ والأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۷ .

3.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «استقتَلتَ» ، كما في بعض النقول .

4.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11863
صفحه از 850
پرینت  ارسال به