757
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

فَسَمِعَها رَجُلٌ مِن تِلكَ الخَيلِ الَّتي كانَت تَحرُسُنا، فَقالَ : نَحنُ ورَبِّ الكَعبَةِ الطَّيِّبونَ ، مُيِّزنا مِنكُم ، قالَ : فَعَرَفتُهُ ، فَقُلتُ لِبُرَيرِ بنِ حُضَيرٍ : تَدري مَن هذا ؟ قالَ : لا : قُلتُ : هذا أبو حَربٍ السَّبيعِيُّ عَبدُ اللَّهِ بنُ شَهرٍ ، وكانَ مِضحاكاً بَطّالاً ، وكانَ شَريفاً شُجاعاً فاتِكاً ، وكانَ سَعيدُ بنُ قَيسٍ رُبَّما حَبَسَهُ في جِنايَةٍ .
فَقالَ لَهُ بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ : يا فاسِقُ! أنتَ يَجعَلُكَ اللَّهُ فِي الطَّيِّبينَ ! فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ؛ قالَ : إنّا للَّهِ‏ِ ! عَزَّ عَلَيَّ ! هَلَكتَ وَاللَّهِ ، هَلَكتَ وَاللَّهِ يا بُرَيرُ !
قالَ : يا أبا حَربٍ ، هَل لَكَ أن تَتوبَ إلَى اللَّهِ مِن ذُنوبِكَ العِظامِ ! فَوَاللَّهِ ، إنّا لَنَحنُ الطَّيِّبونَ ، ولكِنَّكُم لَأَنتُمُ الخَبيثونَ ؛ قالَ : وأنَا عَلى‏ ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ .
قُلتُ : وَيحَكَ ؟ أفَلا يَنفَعُكَ مَعرِفَتُكَ ؟ قالَ : جُعِلتُ فِداكَ ! فَمَن يُنادِمُ يَزيدَ بنَ عَذرَةَ العَنَزِيَّ مِن عَنَزِ بنِ وائِلٍ ! قالَ : ها هُوَ ذا مَعي ، قالَ : قَبَّحَ اللَّهُ رَأيَكَ عَلى‏ كُلِّ حالٍ ! أنتَ سَفيهٌ .
قالَ : ثُمَّ انصَرَفَ عَنّا ، وكانَ الَّذي يَحرُسُنا بِالَّليلِ فِي الخَيلِ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ الأَحمَسِيُّ ، وكانَ عَلَى الخَيلِ . ۱

۸۲۷.الإرشاد : رَجَعَ [الحُسَينُ‏] عليه السلام إلى‏ مَكانِهِ ، فَقامَ اللَّيلَ كُلَّهُ يُصَلّي ويَستَغفِرُ ، ويَدعو ويَتَضَرَّعُ ، وقامَ أصحابُهُ كَذلِكَ يُصَلّونَ ويَدعونَ ويَستَغفِرونَ .
قالَ الضَّحّاكُ بنُ عَبدِ اللَّهِ : ومَرَّ بِنا خَيلٌ لِابنِ سَعدٍ يَحرُسُنا ، وإنَّ حُسَيناً عليه السلام لَيَقرَأُ : (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى‏ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى‏ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)۲ ، فَسَمِعَها مِن تِلكَ الخَيلِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ سُمَيرٍ ، وكانَ مِضحاكاً ، وكانَ شُجاعاً بَطَلاً فارِساً فاتِكاً شَريفاً ، فَقالَ : نَحنُ - ورَبِّ الكَعبَةِ - الطَّيِّبونَ ، مُيِّزنا مِنكُم .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۷ نحوه .

2.آل عمران : ۱۷۸ و ۱۷۹ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
756

۸۲۳.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : جاءَ اللَّيلُ ، فَباتَ الحُسَينُ عليه السلام تِلكَ اللَّيلَةَ [لَيلَةَ عاشوراءَ] راكِعاً ساجِداً باكِياً مُستَغفِراً مُتَضَرِّعاً ، وباتَ أصحابُهُ ولَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ . ۱

۸۲۴.الملهوف : قالَ الرّاوي : وباتَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ تِلكَ اللَّيلَةَ ولَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ ، ما بَينَ راكِعٍ وساجِدٍ وقائِمٍ وقاعِدٍ ، فَعَبَرَ عَلَيهِم في تِلكَ اللَّيلَةِ مِن عَسكَرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ اثنانِ وثَلاثونَ رَجُلاً . وكَذا كانَت سَجِيَّةُ الحُسَينِ عليه السلام في كَثرَةِ صَلاتِهِ وكَمالِ صِفاتِهِ . ۲

۸۲۵.البداية والنهاية عن الحارث بن كعب وأبي الضحاك عن عليّ بن الحسين [زين العابدين‏] عليه السلام : باتَ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ طولَ لَيلِهِم يُصَلّونَ ويَستَغفِرونَ ويَدعونَ ويَتَضَرَّعونَ ، وخُيولُ حَرَسِ عَدُوِّهِم تَدورُ مِن وَرائِهِم ، عَلَيها عَزرَةُ بنُ قَيسٍ الأَحمَسِيُّ ، وَالحُسَينُ عليه السلام يَقرَأُ : (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى‏ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى‏ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) ، الآيَةَ ۳ . ۴

۱ / ۲۱

مِن وَقائِعِ لَيلَةِ عاشوراءَ

۸۲۶.تاريخ الطبري عن الضحّاك بن عبد اللَّه المشرقيّ : لَمّا أمسى‏ حُسَينٌ عليه السلام وأصحابُهُ قامُوا اللَّيلَ كُلَّهُ يُصَلّونَ ويَستَغفِرونَ ، ويَدعونَ ويَتَضَرَّعونَ ، قالَ : فَتَمُرُّ بِنا خَيلٌ لَهُم تَحرُسُنا ، وإنَّ حُسَيناً عليه السلام لَيَقرَأُ : (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى‏ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى‏ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) .

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۵۱ ، الفتوح : ج ۱ ص ۹۹ .

2.الملهوف (طبعة أنوار الهدى) : ص ۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۴ وراجع : مثير الأحزان : ص ۵۲ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۹ .

3.آل عمران : ۱۷۸ و ۱۷۹ ، وتتمّتها : (... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَآءُ فََامِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) .

4.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۷ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8372
صفحه از 850
پرینت  ارسال به