نَسعى في فِدائِهِ ، فَقالَ : حَتّى أصنَعَ ماذا ؟ عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِنصَرِف وأنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، وأنَا اُعطيكَ فِداءَ ابنِكَ .
فَقالَ : هَيهاتَ أن اُفارِقَكَ ، ثُمَّ أسأَلَ الرُّكبانَ عَن خَبَرِكَ ! لا يَكونُ - وَاللَّهِ - هذا أبَداً ، ولا اُفارِقُكَ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى القَومِ فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ ورِضوانُهُ ۱ . ۲
۸۱۸.شرح الأخبار عن الحسين عليه السلام - لِأَصحابِهِ - : إنَّ هؤُلاءِ لا يَطلُبونَ مِنكُم غَيري ، وأنَا فَلَستُ اُسَلِّمُ إلَيهِم نَفسي أو يَقتُلوني ، فَمَن شاءَ مِنكُم فَليَنصَرِف عَنّي مُحَلَّلاً مِن ذلِكَ .
قالوا : وكَيفَ نَنصَرِفُ عَنِ ابنِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟! نُقتَلُ بَينَ يَدَيهِ بَعدَ أن نَبذُلَ مَجهودَنا في عَدُوِّهِ ، وفي دَفعِهِ عَنهُ حَتّى نَلقَى اللَّهَ عزّ وجلّ . ۳
۱ / ۱۹
رُؤية أصحابِ الإِمامِ مَنازِلِهِم في الجَنَّةِ
۸۱۹.علل الشرائع عن محمّد بن عمارة عن أبي عبداللَّه [الصادق] عليه السلام : قُلتُ لَهُ : أخبِرني عَن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام وإقدامِهِم عَلَى المَوتِ .
فَقالَ : إنَّهُم كُشِفَ لَهُمُ الغِطاءُ حَتّى رَأَوا مَنازِلَهُم مِنَ الجَنَّةِ ، فَكانَ الرَّجُلُ مِنهُم يُقدِمُ عَلَى القَتلِ لِيُبادِرَ إلى حَوراءَ يُعانِقُها ، وإلى مَكانِهِ مِنَ الجَنَّةِ . ۴
۸۲۰.الخرائج والجرائح : رُوِيَ عَن زَينِ العابِدينَ عليه السلام : لَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيهَا الحُسَينُ عليه السلام في صَبيحَتِها ، قامَ في أصحابِهِ ، فَقالَ عليه السلام :
1.ذكر مؤلّف كتاب مقاتل الطالبيين هذه الحادثة خلال أحداث يوم عاشوراء، ولكن يبدو من كتاب الملهوف إلى حدٍّ ما أنّ وقوع الحادثة كان في ليلة عاشوراء، وهذا ما يستشمّ من كتاب الطبقات الكبرى أيضاً، فيما ذكرت بعض الكتب - مثل تهذيب الكمال - الحادثةَ صرفاً دون الإشارة إلى زمانها .
2.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۶ .
3.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۲ .
4.علل الشرائع : ص ۲۲۹ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۹۷ ح ۱ .