753
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

الجُمُعَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وذَكَرَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله وما أكرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ ، وما أنعَمَ بِهِ عَلى‏ اُمَّتِهِ وقالَ :
إنّي لا أحسَبُ القَومَ إلّا مُقاتِلوكُم غَداً ، وقَد أذِنتُ لَكُم جَميعاً ، فَأَنتُم في حِلٍّ مِنّي، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَمَن كانَت لَهُ مِنكُم قُوَّةٌ فَليَضُمَّ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتي إلَيهِ ، وتَفَرَّقوا في سَوادِكُم حَتّى‏ يَأتِيَ اللَّهُ بِالفَتحِ أو أمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى‏ ما أسَرّوا في أنفُسِهِم نادِمينَ ۱ ، فَإِنَّ القَومَ إنَّما يَطلُبونَني ، فَإِذا رَأَوني لَهَوْا عَن طَلَبِكُم .
فَقالَ أهلُ بَيتِهِ : لا أبقانَا اللَّهُ بَعدَكَ ، لا وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ حَتّى‏ يُصيبَنا ما أصابَكَ ، وقالَ ذلِكَ أصحابُهُ جَميعاً . فَقالَ : أثابَكُمُ اللَّهُ عَلى‏ ما تَنوُونَ الجَنَّةَ . ۲

۸۱۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الأسود بن قيس العبدي : قيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ الحَضرَمِيِّ : قَد اُسِرَ ابنُكَ بِثَغرِ الرِّيِّ .
قالَ : عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي ، ما كُنتُ اُحِبُّ أن يُؤسَرَ ، ولا أن أبقى‏ بَعدَهُ .
فَسَمِعَ قَولَهُ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، فَاعمَل في فِكاكِ ابنِكَ . قالَ : أكَلَتنِي السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ .
قالَ : فَأَعطِ ابنَكَ هذِهِ الأَثوابَ وَالبُرودَ يَستَعينُ بِها في فِكاكِ أخيهِ .
فَأَعطاهُ خَمسَةَ أثوابٍ قيمَتُها ألفُ دينارٍ . ۳

۸۱۷.مقاتل الطالبيّين عن حميد بن مسلم : جاءَ رَجُلٌ حَتّى‏ دَخَلَ عَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَجاءَ إلى‏ رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ خَبَرَ ابنِكَ فُلانٍ وافى‏ أنَّ الدَّيلَمَ أسِروهُ ، فَتَنصَرِفُ مَعي حَتّى‏

1.تضمين للآية ۵۲ من سورة المائدة : (فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى‏ مَآ أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نَدِمِينَ) .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۱ نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۹ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۸ ح ۴۴۳ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۲ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
752

وقامَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ وزُهَيرُ بنُ القَينِ ، فَأَجمَلا فِي الجَوابِ ، وأحسَنا فِي المَآبِ . ۱

۸۱۳.مقاتل الطالبيّين عن عتبة بن سمعان الكلبي : قامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيباً ، فَقالَ : اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لا أعلَمُ أصحاباً خَيراً مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ خَيراً مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ خَيراً ، فَقَد آزَرتُم وعاوَنتُم ، وَالقَومُ لا يُريدونَ غَيري ، ولَو قَتَلوني لَم يَبتَغوا غَيري أحَداً ، فَإِذا جَنَّكُمُ اللَّيلُ فَتَفَرَّقوا في سَوادِهِ ، وَانجوا بِأَنفُسِكُم .
فَقامَ إليهِ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ أخوهُ وعَلِيٌّ ابنُهُ وبَنو عَقيلٍ عليهم السلام ، فَقالوا لَهُ : مَعاذَ اللَّهِ وَالشَّهرِ الحَرامِ ، فَماذا نَقولُ لِلنّاسِ إذا رَجَعنا إلَيهِم ، إنّا تَرَكنا سَيِّدَنا وَابنَ سَيِّدِنا وعِمادَنا ، وتَرَكناهُ غَرَضاً لِلنَّبلِ ، ودَريئَةً ۲ لِلرِّماحِ ، وجَزَراً ۳ لِلسِّباعِ ، وفَرَرنا عَنهُ رَغبَةً فِي الحَياةِ ؟ مَعاذَ اللَّهِ ، بَل نَحيا بِحَياتِكَ ، ونَموتُ مَعَكَ . فَبَكى‏ وبَكَوا عَلَيهِ ، وجَزاهُم خَيراً ، ثُمَّ نَزَلَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ . ۴

۸۱۴.أنساب الأشراف : عَرَضَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ أهلِهِ ومَن مَعَهُ أن يَتَفَرَّقوا ويَجعَلُوا اللَّيلَ جَمَلاً ... ، فَقالوا : قَبَّحَ اللَّهُ العَيشَ بَعدَكَ .
وقالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ : أنُخَلّيكَ ولِمَ نَعذِرُ إلَى اللَّهِ فيكَ في أداءِ حَقِّكَ ؟! لا وَاللَّهِ ، حَتّى‏ أكسِرَ رُمحي في صُدورِهِم ، وأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولَو لَم يَكُن سِلاحي مَعي لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ دونَكَ .
وقالَ لَهُ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ نَحوَ ذلِكَ ، فَتَكَلَّمَ أصحابُهُ بِشَبيهٍ بِهذَا الكَلامِ . ۵

۸۱۵.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) : جَمَعَ حُسَينٌ عليه السلام أصحابَهُ في لَيلَةِ عاشوراءَ لَيلَةِ

1.مثير الأحزان : ص ۵۲ .

2.الدَّرِيئَةُ : الحَلَقَةُ يُتَعَلَّم الطعنُ والرميُ عليها (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۴ «درأ») .

3.الجَزَرُ : الشياه السمينة ، الواحدة جَزَرَة (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۳۴ «جزر») .

4.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ .

5.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8639
صفحه از 850
پرینت  ارسال به