751
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

لَنَا النّاسُ إن نَحنُ خَذَلنا شَيخَنا وكَبيرَنا وسَيِّدَنا ، وَابنَ سَيِّدِ الأَعمامِ ، وَابنَ نَبِيِّنا سَيِّدِ الأَنبِياءِ ، لَم نَضرِب مَعَهُ بِسَيفٍ ، ولَم نُقاتِل مَعَهُ بِرُمحٍ ؟ لا وَاللَّهِ ، أو نَرِدَ مَورِدَكَ ، ونَجعَلَ أنفُسَنا دونَ نَفَسِكَ ، ودِماءَنا دونَ دَمِكَ ، فَإِذا نَحنُ فَعَلنا ذلِكَ فَقَد قَضَينا ما عَلَينا ، وخَرَجنا مِمّا لَزِمَنا .
وقامَ إلَيهِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ ، فَقالَ : يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، وَدِدتُ أنّي قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ ۱ ، ثُمَّ قُتِلتُ ، ثمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ ، ثُمّ نُشِرتُ فيكَ وفِي الَّذينَ مَعَكَ مِئَةَ قَتلَةٍ ، وإنَّ اللَّهَ دَفَعَ بي عَنكُم أهلَ البَيتِ .
فَقالَ لَهُ و لِأَصحابِهِ : جُزِيتُم خَيراً . ۲

۸۱۲.مثير الأحزان : جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ ، وحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحاباً أوفى‏ ولا خَيراً مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنّي جَميعاً خَيراً ، ألا وإنّي قَد أذِنتُ لَكُم ، فَانطَلِقوا أنتُم في حِلٍّ ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ ۳ ، هذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً .
فَقالَ لَهُ إخوَتُهُ وأبناؤُهُ وأبناءُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ : ولِمَ نَفعَلُ ذلِكَ ، لِنَبقى‏ بَعدَكَ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ ، وبَدَأَهُمُ العَبّاسُ أخوهُ عليه السلام ، ثُمَّ تابَعوهُ .
وقالَ لِبَني مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : حَسبُكُم مِنَ القَتلِ بِصاحِبِكُم مُسلِمٍ ، اِذهَبوا فَقَد أذِنتُ لَكُم ، فَقالوا : لا وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ أبَداً حَتّى‏ نَقِيَكَ بِأَسيافِنا ، ونُقتَلَ بَينَ يَدَيكَ ... ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : نَحنُ نُخَلّيكَ وقَد أحاطَ بِكَ العَدُوُّ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ أبَداً حَتّى‏ أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، واُضارِبَهُم بِسَيفي ، ولَو لَم يَكُن لي سِلاحٌ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ ، ولَم اُفارِقكَ .

1.نُشِرتُ : أي اُحْيِيتُ ، يُقال : أنْشَرَهُم اللَّه : أي أحياهم (الصحاح : ج ۲ ص ۸۲۸ «نشر») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ ح ۲۳۹ ، بحارالأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۵ ح ۱ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۴ .

3.الذِمَامُ : الحقّ والحُرمة (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۲۲۱ «ذمم») .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
750

ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ حَتّى‏ ألقى‏ حِمامي ۱ دونَكَ، فَكَيفَ لا أفعَلُ ذلِكَ ! وإنَّما هِيَ قَتلَةٌ واحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ الكَرامَةُ الَّتي لَا انقِضاءَ لَها أبَداً ؟!
قالَ : وقالَ زُهَيرُ بنُ القَينِ : وَاللَّهِ ، لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ حَتّى‏ اُقتَلَ كَذا ألفَ قَتلَةٍ ، وأنَّ اللَّهَ يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وعَن أنفُسِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ .
قالَ : وتَكَلَّمَ جَماعَةُ أصحابِهِ بِكَلامٍ يُشبِهُ بَعضُهُ بَعضاً في وَجهٍ واحِدٍ ، فَقالوا : وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ ، ولكِنَّ أنفُسَنا لَكَ الفِداءُ ، نَقِيكَ بِنُحورِنا وجِباهِنا وأيدينا ، فَإِذا نَحنُ قُتِلنا كُنّا وَفَّينا ، وقَضَينا ما عَلَينا . ۲

۸۱۱.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين‏] عليهم السلام : لَمّا وَصَلَ الكِتابُ [مِن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ] إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، أمَرَ مُنادِيَهُ ، فَنادى‏ : إنّا قَد أجَّلنا حُسَيناً وأصحابَهُ يَومَهُم ولَيلَتَهُم ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وعَلى‏ أصحابِهِ ، فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيباً ، فَقالَ :
اللَّهُمَّ إنّي لا أعرِفُ أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أزكى‏ ولا أطهَرَ مِن أهلِ بَيتي ، ولا أصحاباً هُم خَيرٌ مِن أصحابي ، وقَد نَزَلَ بي ما قَد تَرَونَ ، وأنتُم في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، لَيسَت لي في أعناقِكُم بَيعَةٌ ، ولا لي عَلَيكُم ذِمَّةٌ ، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً ، وتَفَرَّقوا في سَوادِهِ ، فَإِنَّ القَومَ إنَّما يَطلُبونَني ، ولَو ظَفِروا بي لَذَهَلوا عَن طَلَبِ غَيري .
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ ، فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، ماذا يَقولُ

1.الحِمَامُ : الموت (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۶ «حمم») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۹ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۱ ، الملهوف : ص‏۱۵۱ ، مثير الأحزان : ص‏۵۳ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۲ وراجع : الفتوح : ج‏۵ ص‏۹۴ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج‏۱ ص‏۲۴۶ والمنتظم : ج‏۵ ، ص‏۳۷۷ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10822
صفحه از 850
پرینت  ارسال به