747
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

قالَ الرّاوي : فَلَطَمَت زَينَبُ عليها السلام وَجهَها ، وصاحَت ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : مَهلاً! لا تُشمِتِي القَومَ بِنا . ۱

۸۰۶.مثير الأحزان : فَلَمّا كانَ التّاسِعُ مِنَ المُحَرَّمِ دَعاهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَى المُحارَبَةِ ، فَأَرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام العَبّاسَ عليه السلام يَلتَمِسُ مِنهُم تَأخيرَ تِلكَ اللَّيلَةِ ، فَقالَ عُمَرُ لِشِمرٍ : ما تَقولُ ؟ قالَ : أمّا أنَا لَو كُنتُ الأَميرَ لَم اُنظِرهُ . فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَبدِ يَغوثَ الزُّبَيدِيُّ : سُبحانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ ، لَو كانَ مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوكَ عَن هذا ما كانَ لَكَ أن تَمنَعَهُم حينَئِذٍ ، أمهِلهُم .
فَكانَ لَهُم في تِلكَ اللَّيلَةِ دَوِيٌّ كَالنَّحلِ مِنَ الصَّلاةِ وَالتِّلاوَةِ ، فَجاءَ إلَيهِم جَماعَةٌ مِن أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ . ۲

۸۰۷.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) : قَدِمَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الضِّبابِيُّ عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِما أمَرَهُ بِهِ عُبَيدُ اللَّهِ ، عَشِيَّةَ الخَميسِ ، لِتِسعٍ خَلَونَ مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى‏ وسِتّينَ بَعدَ العَصرِ ، فَنودِيَ فِي العَسكَرِ فَرَكِبوا ، وحُسَينٌ عليه السلام جالِسٌ أمامَ بَيتِهِ مُحتَبِياً ، فَنَظَرَ إلَيهِم قَد أقبَلوا .
فَقالَ لِلعَبّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : اِلقَهُم فَاسأَلهُم ما بَدا لَهُم ؟ فَسَأَلَهُم ، فَقالوا : أتانا كِتابُ الأَميرِ يَأمُرُنا أن نَعرِضَ عَلَيكَ أن تَنزِلَ عَلَى حُكمِهِ ، أو نُناجِزَكَ !
فَقالَ : اِنصَرِفوا عَنَّا العَشِيَّةَ حَتّى‏ نَنظُرَ لَيلَتَنا هذِهِ فيما عَرَضتُم ، فَانصَرَفَ عُمَرُ . ۳

۸۰۸.الأخبار الطوال : فَنَهَضَ [عُمَرُ بنُ سَعدٍ] إلَيهِم عَشِيَّةَ الخَميسِ ولَيلَةَ الجُمُعَةِ ، لِتِسعِ لَيالٍ خَلَونَ مِنَ المُحَرَّمِ ، فَسَأَلَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام تَأخيرَ الحَربِ إلى‏ غَدٍ ، فَأَجابوهُ . ۴

1.الملهوف : ص ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ .

2.مثير الأحزان : ص ۵۲ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۱ نحوه وليس فيه صدره إلى «العسكر» .

4.الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
746

مِنَ الرَّأيِ ؟ فَقالَ : أرى‏ رَأيَكَ أيُّهَا الأَميرُ ! فَقالَ عُمَرُ : إنَّني أحبَبتُ أن لا أكونَ أميراً ، قالَ : ثُمَّ إنّي اُكرِهتُ .
قالَ : وأقبَلَ عُمَرُ عَلى‏ أصحابِهِ ، فَقالَ : مَا الَّذي عِندَكُم في هذَا الرَّأيِ ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : سُبحانَ اللَّهِ العَظيمِ ! لَو كانوا مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا هذِهِ المَنزِلَةَ لَقَد كانَ حَقّاً عَلَينا أن نُجيبَهُم إلى‏ ذلِكَ ، وكَيفَ وهُم آلُ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله وأهلُهُ ؟!
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : إنّا قَد أجَّلناهُم في يَومِنا هذا . قالَ : فَنادى‏ رَجُلٌ مِن أصحابِ عُمَرَ : يا شيعَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ! قَد أجَّلناكُم يَومَكُم هذا إلى‏ غَدٍ ، فَإِنِ استَسلَمتُم ونَزَلتُم عَلى‏ حُكمِ الأَميرِ وَجَّهنا بِكُم إلَيهِ ، وإن أبَيتُم ناجَزناكُم .
قالَ : فَانصَرَفَ الفَريقانِ بَعضُهُم مِن بَعضٍ . ۱

۸۰۵.الملهوف : لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام حِرصَ القَومِ عَلى‏ تَعجيلِ القِتالِ وقِلَّةَ انتِفاعِهِم بِالوَعظِ وَالمَقالِ ، قالَ لِأَخيهِ العَبّاسِ عليه السلام : إنِ استَطَعتَ أن تَصرِفَهُم عَنّا في هذَا اليَومِ فَافعَل ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنا في هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَإِنَّهُ يَعلَمُ أنّي اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ وتِلاوَةَ كِتابِهِ .
قالَ الرّاوي : فَسَأَلَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام ذلِكَ ، فَتَوَقَّفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ : وَاللَّهِ ، لَو أنَّهُم مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا ذلِكَ لَأَجَبناهُم ، فَكَيفَ وهُم آلُ مُحَمَّدٍ ؟! فَأَجابوهُم إلى‏ ذلِكَ .
قالَ الرّاوي : وجَلَسَ الحُسَينُ عليه السلام فَرَقَدَ ، ثُمَّ استَيقَظَ وقالَ : يا اُختاه إنّي رَأَيتُ السّاعَةَ جَدّي مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله وأبي عَلِيّاً واُمّي فاطِمَةَ وأخِي الحَسَنَ عليهم السلام ، وهُم يَقولونَ : يا حُسَينُ ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ ، وفي بَعضِ الرِّواياتِ : غَداً .

1.الفتوح : ج ۵ ص ۹۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۹ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10837
صفحه از 850
پرینت  ارسال به