745
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

فَقالَ لَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام : لا تَعجَلوا حَتّى‏ أرجِعَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَاُخبِرَهُ بِذلِكَ .
قالَ : فَوَقَفَ القَومُ في مَواضِعِهِم ، ورَجَعَ العَبّاسُ إلَى الحُسَينِ عليهما السلام ، فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَأَطرَقَ الحُسَينُ عليه السلام ساعَةً ، وَالعَبّاسُ عليه السلام واقِفٌ بَينَ يَدَيهِ ، وأصحابُ الحُسَينِ عليه السلام يُخاطِبونَ أصحابَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ .
فَقالَ لَهُم حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : أما وَاللَّهِ ، لَبِئسَ القَومُ يَقدَمونَ غَداً عَلَى اللَّهِ عزّ وجلّ وعَلى‏ رَسولِهِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله وقَد قَتَلوا ذُرِّيَّتَهُ وأهلَ بَيتِهِ المُجتَهِدينَ بِالأَسحارِ ، الذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيراً بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وشيعَتَهُ الأَتقِياءَ الأَبرارَ .
قالَ : فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِ عُمَرَ يُقالُ لَهُ عَزرَةُ ۱ بنُ قَيسٍ : يابنَ مُظاهِرٍ ، إنَّكَ لَتُزَكّي نَفسَكَ مَا استَطَعتَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : اِتَّقِ اللَّهَ يابنَ قَيسٍ ، ولا تَكُن مِنَ الَّذينَ يُعينونَ عَلَى الضَّلالِ ، ويَقتُلونَ النُّفوسَ الزَّكِيَّةَ الطّاهِرَةَ عِترَةَ خَيرِ الأَنبِياءِ .
فَقالَ لَهُ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ : إنَّكَ لَم تَكُن عِندَنا مِن شيعَةِ أهلِ البَيتِ ، إنَّما كُنتَ عُثمانِيّاً نَعرِفُكَ !
هؤُلاءِ فِي المُخاطَبَةِ ، وَالحُسَينُ عليه السلام مُفَكِّرٌ في أمرِ نَفسِهِ وأمرِ الحَربِ ، وَالعَبّاسُ عليه السلام واقِفٌ في حَضرَتِهِ .
قالَ : وأقبَلَ العَبّاسُ عليه السلام عَلَى القَومِ وهُم وُقوفٌ ، فَقالَ : يا هؤُلاءِ ، إنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ يَسأَ لُكُمُ الاِنصِرافَ عَنهُ في هذَا اليَومِ حَتّى‏ يَنظُرَ في هذَا الأَمرِ ، ثُمَّ يَلقاكُم غَداً إن شاءَ اللَّهُ تَعالى‏ .
قالَ : فَخَبَّرَ القَومُ بِهذا أميرَهُم عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لِلشِّمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ : ما تَرى‏

1.في المصدر : «عروة بن قيس» وفي الموضع الثاني بُعيد هذا «عمرو بن قيس» وكلاهما تصحيف، وصحّحناه من تاريخ الطبري .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
744

بنِ زِيادٍ ، وإن أبَيتُم فَلَسنا تارِكيكُم . ۱

۸۰۴.الفتوح : إذَا المُنادي يُنادي مِن عَسكَرِ عُمَرَ : يا جُندَ اللَّهِ اركَبوا .
قالَ : فَرَكِبَ النّاسُ وساروا نَحوَ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وَالحُسَينُ عليه السلام في وَقتِهِ ذلِكَ جالِسٌ قَد خَفَقَ رَأسُهُ عَلى‏ رُكبَتَيهِ ، وسَمِعَت اُختُهُ زَينَبُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهَا الصَّيحَةَ وَالضَّجَّةَ ، فَدَنَت مِن أخيها وحَرَّكَتهُ ، فَقالَت : يا أخي ، ألا تَسمَعُ الأَصواتَ قَدِ اقتَرَبَت مِنّا ؟!
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسَهُ ، وقالَ : يا اُختاه ، إنّي رَأَيتُ جَدّي فِي المَنامِ وأبي عَلِيّاً وفاطِمَةَ اُمّي وأخِي الحَسَنَ عليهم السلام ، فَقالوا : يا حُسَينُ ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ ، وقَد وَاللَّهِ يا اُختاه دَنَا الأَمرُ في ذلِكَ ، لا شَكَّ .
قالَ : فَلَطَمَت زَينَبُ عليها السلام وَجهَها ، وصاحَت واخَيبَتاه ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَهلاً ! اُسكُتي ولا تَصيحي ، فَتَشمَتَ بِنَا الأَعداءُ .
ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ أخيهِ العَبّاسِ عليه السلام ، فَقالَ : يا أخي ، اركَب وتَقَدَّم إلى‏ هؤُلاءِ القَومِ ، وسَلهُم عَن حالِهِم ، وَارجِع إلَيَّ بِالخَبَرِ .
قالَ : فَرَكِبَ العَبّاسُ عليه السلام في إخوَتِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم - ومَعَهُ أيضاً عَشَرَةُ فَوارِسَ حَتّى‏ دَنا مِنَ القَومِ ، ثُمَّ قالَ : ما شَأنُكُم وما تُريدونَ ؟ فَقالوا : نُريدُ أنَّهُ قَد جاءَ الأَمرُ مِن عِندِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ يَأمُرُنا أن نَعرِضَ عَلَيكُم أن تَنزِلوا عَلى‏ أمرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، أو نُلحِقَكُم بِمَن سَلَفَ !

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۱ وليس فيه من «إذ خفق» إلى «رحمك الرحمن»، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۷ وليس فيه من «فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين» إلى «وحقّ رسوله صلى اللَّه عليه وآله» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۴ كلّها نحوه وليس في الأربعة الأخيرة من «فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين» إلى «في هذا الأمر» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ و راجع : تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۷۳ وروضة الواعظين : ص ۲۰۲ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۸ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10841
صفحه از 850
پرینت  ارسال به