739
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل

وَاجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أهلِ الشّامِ وأناخوا عَلَيهِ ، وفَرِحَ ابنُ مَرجانَةَ وعُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوافُرِ الخَيلِ وكَثرَتِها ، وَاستَضعَفوا فيهِ الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم ، وأيقَنوا أن لا يَأتِيَ الحُسَينَ عليه السلام ناصِرٌ ولا يُمِدُّهُ أهلُ العِراقِ ، بِأَبِي المُستَضعَفُ الغَريبُ .
ثُمَّ قالَ : وأمّا يَومُ عاشورا فَيَومٌ اُصيبَ فِيهِ الحُسَينُ عليه السلام صَريعاً بَينَ أصحابِهِ ، وأصحابُهُ صَرعى‏ حَولَهُ عُراةً ، أفَصَومٌ يَكونُ في ذلِكَ اليَومِ ؟! كَلّا ورَبِّ البَيتِ الحَرامِ ۱ .

۱ / ۱۵

حيلَةُ الشِّمرِ لِلتَّفريقِ بَينَ الإِمامِ عليه السلام وأخيهِ العَبّاسِ‏

۷۹۸.تاريخ الطبري عن عبد اللَّه بن شريك العامريّ : لَمّا قَبَضَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الكِتابَ قامَ هُوَ وعَبدُ اللَّهِ بنُ أبِي المُحِلِّ - وكانَت عَمَّتُهُ اُمُّ البَنينَ ابنَةُ حِزامٍ عِندَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَوَلَدَت لَهُ العَبّاسَ وعَبدَ اللَّهِ وجَعفَراً وعُثمانَ - فَقالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبِي المُحِلِّ بنِ حِزامِ بنِ خالِدِ بنِ رَبيعَةَ بنِ الوَحيدِ بنِ كَعبِ بنِ عامِرِ بنِ كِلابٍ : أصلَحَ اللَّهُ الأَميرَ ! إنَّ بَني اُختِنا مَعَ الحُسَينِ ، فَإِن رَأَيتَ أن تَكتُبَ لَهُم أماناً فَعَلتَ ، قالَ : نَعَم ونَعمَةَ عَينٍ .
فَأَمَرَ كاتِبَهُ ، فَكَتَبَ لَهُم أماناً ، فَبَعَثَ بِهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ أبِي المُحِلِّ مَعَ مَولىً لَهُ يُقالُ لَهُ : كُزمانُ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِم دَعاهُم ، فَقالَ : هذا أمانٌ بَعَثَ بِهِ خالُكُم ، فَقالَ لَهُ الفِتيَةُ : أقرِئ خالَنَا السَّلامَ ، وقُل لَهُ : أن لا حاجَةَ لَنا في أمانِكُم ، أمانُ اللَّهِ خَيرٌ مِن أمانِ ابنِ سُمَيَّةَ .
قالَ : فَأَقبَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ بِكِتابِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : فَلَمّا قَدِمَ بِهِ عَلَيهِ فَقَرَأَهُ قالَ لَهُ عُمَرُ : ما لَكَ وَيلَكَ ! لا قَرَّبَ اللَّهُ دارَكَ ، وقَبَّحَ اللَّهُ ما قَدِمتَ بِهِ عَلَيَّ ! وَاللَّهِ إنّي لَأَظُنُّكَ أنتَ ثَنَيتَهُ أن يَقبَلَ ما كَتَبتُ بِهِ إلَيهِ ، أفسَدتَ عَلَينا أمراً كُنّا رَجَونا أن يَصلُحَ ، لا يَستَسلِمُ - وَاللَّهِ - حُسَينٌ ، إنَّ نَفساً أبِيَّةً لَبَينَ جَنبَيهِ .
فَقالَ لَهُ شِمرٌ : أخبِرني ما أنتَ صانِعٌ ؟ أتَمضي لِأَمرِ أميرِكَ وتَقتُلُ عَدُوَّهُ ، وإلاّ فَخَلِّ

1.الكافي : ج ۴ ص ۱۴۷ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۵ ح ۴۰ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
738

۷۹۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : رَجَعَ عُمَرُ [بنُ سَعدٍ] إلى‏ مُعَسكَرِهِ ، ثُمَّ إنَّهُ وَرَدَ عَلَيهِ كِتابٌ مِن ابنِ زِيادٍ يُؤَنِّبُهُ ويُضَعِّفُهُ ، ويَقولُ : ما هذِهِ المُطاوَلَةُ ؟ اُنظُر إن بايَعَ الحُسَينُ وأصحابُهُ ونَزَلوا عِندَ حُكمي فَابعَث بِهِم إلَيَّ سِلماً ، وإن أبَوا ذلِكَ فَازحَف إلَيهِم حَتّى‏ تَقتُلَهُم وتُمَثِّلَ بِهِم ؛ فَإِنَّهُم لِذلِكَ مُستَحِقّونَ ، فَإِذا قَتَلتَ الحُسَينَ فَأَوطِئِ الخَيلَ ظَهرَهُ وبَطنَهُ ، فَإِنَّهُ عاقٌّ شاقٌّ قاطِعٌ ظَلومٌ !! فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ جَزَيناكَ جَزاءَ السّامِعِ المُطيعِ ، وإن أبَيتَ ذلِكَ فَاعتَزِل خَيلَنا وجُندَنا ، وسَلِّمِ الجُندَ وَالعَسكَرَ إلى‏ شِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ ؛ فَإِنَّهُ أشَدُّ مِنكَ حَزماً ، وأمضى‏ مِنكَ عَزماً .
وقالَ غَيرُهُ : إنَّ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ دَعا حُوَيرَةَ بنَ يَزيدَ التَّميمِيَّ ، وقالَ : إذا وَصَلتَ بِكِتابي إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَإِن قامَ مِن ساعَتِهِ لِمُحارَبَةِ الحُسَينِ فَذاكَ ، وإن لَم يَقُم فَخُذهُ وقَيِّدهُ ، وَاندُب شَهرَ بنَ حَوشَبٍ لِيَكونَ أميراً عَلَى النّاسِ .
فَوَصَلَ الكِتابُ وكانَ فِي الكِتابِ : إنّي لَم أبعَثكَ - يَابنَ سَعدٍ - لِمُنادَمَةِ الحُسَينِ ، فَإِذا أتاكَ كِتابي فَخَيِّرِ الحُسَينَ بَينَ أن يَأتِيَ إلَيَّ وبَينَ أن تُقاتِلَهُ . فَقامَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن ساعَتِهِ وأخبَرَ الحُسَينَ عليه السلام بِذلِكَ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أخِّرني إلى‏ غَدٍ . ۱

۱ / ۱۴

يَومَ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ‏

۷۹۷.الكافي عن عبد الملك : سَأَلتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام عَن صَومِ تاسوعا وعاشورا مِن شَهرِ المُحَرَّمِ ؟
فَقالَ : تاسوعا يَومٌ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم بِكَربَلاءَ ،

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۳ نحوه وليس فيه ذيله من «وقال غيره» .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سيّد محمود طباطبايي‌نژاد، سيّد روح الله سيّد طبائي، محمّد احسانى‏فر لنگرودى، عبدالهادي مسعودي، سيد محمّد كاظم طّباطبائي، مجتبي غيوري
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8296
صفحه از 850
پرینت  ارسال به